نختم الكتاب بباب فى سعة رحمة الله تعالى على سبيل التفاؤل بذلك .
فقد كان رسول الله A وآله وسلم يحب الفأل // حديث كان رسول الله A يحب التفاؤل متفق عليه من حديث أنس فى أثناء حديث ويعجبنى الفأل الصالح والكلمة الحسنة ولهما من حديث أبى هريرة وخيرهما الفأل قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم // وليس لنا من الأعمال ما نرجو به المغفرة فنقتدى برسول الله A فى التفاؤل ونرجو أن يختم عاقبتنا بالخير فى الدنيا والآخرة كما ختمنا الكتاب بذكر C تعالى .
فقد قال الله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال تعالى قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وقال تعالى ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما .
ونحن نستغفر الله تعالى من كل ما زلت به القدم أو طغى به القلم فى كتابنا هذا وفى سائر كتبنا ونستغفره من أقوالنا التى لا توافقها أعمالنا ونستغفره مما ادعيناه وأظهرناه من العلم والبصيرة بدين الله تعالى مع التقصير فيه ونستغفره من كل علم وعمل قصدنا به وجهه الكريم ثم خالطه غيره ونستغفره من كل وعد وعدناه به من أنفسنا ثم قصرنا فى الوفاء به ونستغفره من كل نعمة أنعم بها علينا فاستعملناها فى معصيته ونستغفره من كل تصريح وتعريض بنقصان ناقص وتقصير مقصر كنا متصفين به ونستغفره من كل خطرة دعتنا إلى تصنع وتكلف تزينا للناس فى كتاب سطرناه أو كلام نظمناه أو علم أفدناه أو استفدناه ونرجو بعد الاستغفار من جميع ذلك كله لنا ولمن طالع كتابنا هذا أو كتبه أو سمعه أن نكرم بالمغفرة والرحمة والتجاوز عن جميع السيئات ظاهرا وباطنا فإن الكرم عميم والرحمة واسعة والجود على أصناف الخلائق فائض .
ونحن خلق من خلق الله D لا وسيلة لنا إليه إلا فضله وكرمه فقد قال رسول الله A إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والطير والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وأخر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة // حديث إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس الحديث أخرجه مسلم من حديث أبى هريرة وسلمان // ويروى أنه كان يوم القيامة أخرج الله تعالى كتابا من تحت العرش فيه إن رحمتى سبقت غضبى وأنا أرحم الراحمين فيخرج من النار مثلا أهل الجنة // حديث إذا كان يوم القيامة أخرج الله كتابا من تحت العرش فيه ان رحمتى سبقت غضبى الحديث متفق عليه من حديث أبى هريرة لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق العرش إن رحمتى سبقت غضبى لفظ البخارى وقال مسلم كتب فى كتابه على نفسه ان رحمتى تغلب غضبى // وقال رسول الله A يتجلى الله D لنا يوم القيامة ضاحكا فيقول أبشروا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا وقد جعلت مكانه فى النار يهوديا أو نصرانيا // حديث يتجلى الله لنا يوم القيامة ضاحكا فيقول أبشروا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا وقد جعلت مكانه فى النار يهوديا أو نصرانيا أخرجه مسلم من حديث أبى موسى إذا كان يوم القيامة دفع الله الى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فداؤك من النار ولأبى داود أمتى أمة مرحومة لاعذاب عليها فى الآخرة الحديث وأما أول الحديث فرواه الطبرانى من حديث أبى موسى أيضا يتجلى الله ربنا لنا ضاحكا يوم القيامة حتى ينظروا الى وجهه فيخرون له سجدا فيقول ارفعوا رءوسكم فليس هذا يوم عبادة وفيه على بن زيد بن جدعان // وقال النبي A يشفع الله تعالى آدم يوم القيامة من جميع ذريته فى مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف // حديث يشفع الله آدم يوم القيامة من ذريته فى مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف اخرجه الطبرانى من حديث أنس بإسناد ضعيف // وقال A إن الله D يقول يوم القيامة للمؤمنين هل أحببتم لقائى فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد أوجبت لكم مغفرتى // حديث إن الله تعالى يقول يوم القيامة للمؤمنين هل أحببتم لقائى فيقولون نعم الحديث أخرجه أحمد والطبرانى من حديث معاذ بسند ضعيف // وقال