@ 551 @ إلى غير ذلك وقال الزهري وغيره نزلت هذه الآية بسبب كعب بن الأشرف فإنه كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويشبب بنساء المسلمين حتى بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتله القتلة المشهورة في السيرة والأذى اسم جامع في معنى الضرر وهو هنا يشمل أقوالهم فيما يخص النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من سبهم وأقوالهم في جهة الله تعالى وأنبيائه وندب الله تعالى عباده إلى الصبر والتقوى وأخبر أنه من عزم الأمور أي من أشدها وأحسنها والعزم إمضاء الأمر المروي المنقح وليس ركوب الأمر دون روية عزما إلا على مقطع المشيحين من فتاك العرب كما قال .
( إذا هم ألقى بين عينيه عزمه % ونكب عن ذكر الحوادث جانبا ) .
وقال النقاش العزم والحزم بمعنى واحد الحاء مبدلة من العين .
قال القاضي وهذا خطأ والحزم جودة النظر في الأمور وتنقيحه والحذر من الخطأ فيه والعزم قصد الإمضاء والله تعالى يقول ! 2 < وشاورهم في الأمر فإذا عزمت > 2 ! آل عمران 159 فالمشاورة وما كان في معناها هو الحزم والعرب تقول قد أحزم لو أعزم .
وقوله تعالى ! 2 < وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب > 2 ! الآية توبيخ لمعاصري النبي صلى الله عليه وسلم ثم هو مع ذلك خبر عام لهم ولغيرهم .
والعامل في ! 2 < إذ > 2 ! فعل مقدر تقديره اذكر وأخذ هذا الميثاق وهو على ألسنة الأنبياء أمة بعد أمة وقال ابن عباس والسدي وابن جريج الآية في اليهود خاصة أخذ الله عليهم الميثاق في أمر محمد فكتموه ونبذوه قال مسلم البطين سأل الحجاج بن يوسف جلساءه عن تفسير هذه الآية فقام رجل إلى سعيد بن جبير فسأله فقال له نزلت في يهود أخذ الميثاق عليهم في أمر محمد فكتموه وروي عن ابن عباس أنه قرأ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لتبيننه فيجيء قوله ! 2 < فنبذوه > 2 ! عائدا على الناس الذين بين الأنبياء لهم وقال قوم من المفسرين الآية في اليهود والنصارى وقال جمهور من العلماء الآية عامة في كل من علمه الله علما وعلماء هذه الأمة داخلون في هذا الميثاق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) وقد قال أبو هريرة إني لأحدثكم حديثا ولولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه ثم تلا ! 2 < إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب > 2 ! البقرة 174 وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم نفي رواية أبي بكر ليبيننه للناس ولا يكتمونه بالياء من أسفل فيهما وقرأ الباقون وحفص وعاصم بالتاء من فوق فيهما وكلا القراءتين متجه والضمير في الفصلين عائد على الكتاب وفي قراءة ابن مسعود لتبينونه دون النون الثقيلة وقد لا تلزم هذه النون لام القسم قاله سيبويه والنبذ الطرح وقوله تعالى ! 2 < وراء ظهورهم > 2 ! استعارة لما يبالغ في اطراحه ومنه ^ واتخذتموه وراءكم ظهريا ^ هود 92 ومنه قول الفرزدق .
( تميم بن مر لا تكونن حاجتي % بظهر فلا يعيى علي جوابها ) + الطويل + .
ومنه بالمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوني كقدح الراكب ) .
أراد صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا ذكري وطاعتي خلف أظهركم وهو موضع القدح ومنه قول حسان .
( كما نيط خلف الراكب القدح الفرد % ) + الطويل +