@ 76 @ .
وقال بعض العلماء . المراد باللمم ما سلف منهم من الكفر والمعاصي ، قبل الدخول في الإسلام ولا يخفى بعده . .
وأظهر الأقوال هو ما قدمنا لدلالة آية النساء المذكورة عليه ، وحديث ابن عباس المتفق عليه . .
واعلم أن كبائر الإثم ليست محدودة في عدد معين ، وقد جاء تعيين بعضها كالسبع الموبقات أي المهكات لعظمها ، وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة ( أنها الإشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، والسحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) وقد جاءت روايات كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعيين بعض الكبائر ( كعقوق الوالدين واستحلال حرمة بيت الله الحرام والرجوع إلى البادية بعد الهجرة وشرب الخمر واليمين الغموس والسرقة ومنع فضل الماء ومنع فضل الكلأ وشهادة الزور ) . .
وفي بعض الروايات الثابتة في الصحيح عن ابن مسعود ( أن أكبر الكبائر الإشراك بالله الذي خلق الخلق ثم قتل الرجل ولده خشية أن يطعم معه ، ثم زناه بحليلة جاره ) . وفي بعضها أيضاً ( أن من الكبائر تسبب الرجل في سبب والديه ) ، وفي بعضها أيضاً ( أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفرا ) وذلك يدل على أنهما من الكبائر . .
وفي بعض الروايات ( أن من كبائر الوقوع في عرض المسلم ، والسبتين بالسبة ) . .
وفي بعض الروايات ( أن منها جمع الصلاتين من غير عذر ) . .
وفي بعضها ( أن منها اليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ) ويدل عليهما قوله تعالى : { إِنَّهُ لاَ يَايْأسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } . وقوله { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } . .
وفي بعضها ( أن منها سوء الظن بالله ) ويدل له قوله تعالى { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } . .
وفي بعضها ( أن منها الإضرار في الوصية ) .