@ 241 @ٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّآ ءَاتَاهُ اللَّهُ } . فقوله : { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ } أي ومن ضيق عليه رزقه . .
الوجه الثاني أن معنى { لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } لن نقضي عليه ذلك . وعليه فهو من القدر والقضاء . ( وقدر ) بالتخفيف تأتي بمعنى ( قدر ) المضعفة : ومنه قوله تعالى : { فَالْتَقَى المَآءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } أي قدره الله . ومنه قول الشاعر وأنشده ثعلب شاهداً لذلك : فَالْتَقَى المَآءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } أي قدره الله . ومنه قول الشاعر وأنشده ثعلب شاهداً لذلك : % ( فليست عشيات الحمى برواجع % لنا أبداً ما أورق السلم النضر ) % % ( ولا عائذ ذاك الزمان الذي مضى % تباركت ما تقدر يقع ولك الشكر ) % .
والعرب تقول : قدر الله لك الخير يقدره قدراً ، كضرب بضرب ، ونصر ينصر ، بمعنى قدره لك تقديراً . ومنه على أصح القولين ( ليلة القدر ) لأن الله يقدر فيها الأشياء . كما قال تعالى : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } والقدر بالفتح ، والقدر بالسكون : ما يقدره الله من القضاء . ومنه قول هدبة بن الخشرم : فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } والقدر بالفتح ، والقدر بالسكون : ما يقدره الله من القضاء . ومنه قول هدبة بن الخشرم : % ( ألا يا لقومي للنوائب والقدر % وللأمر يأتي المرء من حيث لا يدري ) % .
أما قول من قال : إن { لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } من القدرة فهو قول باطل بلا شك . لأن نبي الله يونس لا يشك في قدرة الله على كل شيء ، كما لا يخفى . .
وقوله في هذه الآية الكريمة : { مُغَاضِباً } أي في حال كونه مغاضباً لقومه . ومعنى المفاعلة فيه : أنه أغضبهم بمفارقته وتخوفهم حلول العذاب بهم ، وأغضبوه حين دعاهم إلى الله مدة فلم يجيبوه ، فأوعدهم بالعذاب . ثم خرج من بينهم على عادة الأنبياء عند نزول العذاب قبل أن يأذن الله له في الخروج . قاله أبو حيان في البحر . وقال أيضاً : وقيل معنى ( مُغَاضِباً ) غضبان ، وهو من المفاعلة التي لا تقتضي اشتراكاً . نحو عاقبت اللص ، وسافرت اه . .
واعلم أن قول من قال { مُغَاضِباً } أي مغاضباً لربه كما روي عن ابن مسعود ، وبه قال الحسن والشعبي وسعيد بن جبير ، واختاره الطبري والقتبي ، واستحسنه المهدوي يجب حمله على معنى القول الأول . أي مغاضباً من أجل ربه . قال القرطبي بعد أن ذكر هذا القول عمن ذكرنا : وقال النحاس : وربما أنكر هذا من لا يعرف اللغة ، وهو قول صحيح ، والمعنى : مغاضباً من أجل ربه كما تقول : غضبت لك أي من