بخلاف أنبأنا فهو صالح لما حدث به الشيخ ولما قريء عليه فأقر به فلفظ الإخبار أعم من التحديث فكل تحديث إخبار ولا ينعكس وقد عزاه أي القول بالفرق أبو عبد الله وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن خلاد التميمي المصري الجوهري صاحب الإنصاف فيما بين الأئمة في حدثنا وأنبأنا من الاختلاف و كتاب إجماع الفقهاء أيضا لعـ صرية أي عبد الرحمن النسائي من غير ما خلاف أي من غير حكاية خلافه عنه وكأنه لم يستحضر ما تقدم عنه مما هو أشهر من هذا و كذا أعزاه التميمي أيضا إلى الأكثرين من أصحاب الحديث الذين لا يحصيهم أحد وهو بضم الهاء على لغة أهل الحجاز الذي اشتهر وشاع مصطلحا أي من جهة الاصطلاح لأهله أهل الأثر حيث جعلوا أنا علما يقوم مقام قوله أنا قرأنه لا أنه لفظ لي به والإصلاح لا مشاححة فيه بل خطأ من خرج عنه جماعة منهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائني والشيخ أبو إسحاق الشيرازي وعبارة أولهما لا يجوز فيما قرأ أو سمع أن يقول حدثنا ولا فيما سمع لفظا أن يقول أنبأنا إذ بينهما فرق ظاهر ومن لم يحفظ ذلك على نفسه كان من المدلسين .
لكن قد كان بعض المتأخرين يقول إن كان الاصطلاح مباينا للغة مباينة كلية فهذا يشاحح فيه وإلا فلا وقول ابن الصلاح هنا والاحتجاج لذلك من حيث اللغة فيه عناء وتكلف يشعر بأنه لو تكلف له لأمكن أن يستخرج من اللغة ما يكون وجها للتفرقة بين اللفظين قال وخير ما يقال فيه إنه إصطلاح منهم أرادوا به التمييز بين النوعين ثم خصص أولهما بالتحديث لقوة إشعاره بالنطق والمشافهة .
ويقال إن ابن وهب أول من أحدث التفرقة بين اللفظين لا مطلقا بل بخصوص مصر وبعض من قال بذا أي الفرق بين الصيغتين وهو أبو حاتم محمد بن يعقوب الهروي أحد رؤساء الحديث بخراسان فيما حكاه الخطيب