أبوه إلى مكة وهو صغير فسمع من الناس عمرو بن دينار وابن أبي نجيح في الفقه ليس تضمه إلى أحد من أقرانه إلا وجدناه مقدما .
وعن ابن عيينة أتيت الزهرق وفي أذني قرط ولي ذؤابة فلما رآني جعل يقول واسنينه واسنينه ههنا ههنا ما رأيت طالب علم أصغر من هذا رواهما الخطيب في الكفاية .
بل روى أيضا عن طريق أحمد بن النضر الهلالي قال سمعت أبي يقول كنت في مجلس ابن عيينة فنظر إلي صبي دخل المسجد فكان أهل المسجد تهاونوا به لصغر سنه فقال سفيان كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ثم قال لو رأيتني ولي عشر سنين طولي خمسة أشبار ووجهي كالدينار وأنا كشعلة نار ثيابي صغار وأكمامي قصار وذيلي بمقدار ونعلي كآذان الفار اختلف إلى علماء الأمصار مثل الزهري وعمرو بن دينار أجلس بينهم كالمسمار محبرتي كالجوزة ومقلتي كالموزة وقلمي كاللوزة فإذا دخلت المسجد قالوا أوسعوا للشيخ الصغير أوسعوا للشيخ الصغير ثم تبسم ابن عيينة وضحك واتصل تسلسله بالضحك والتبسم أبي الخطيب مع مقال في السند لكن القصد منه صحيح .
وقد قال النووي في ترجمة ابن عيينة من تهذيبه وروينا عن سعد أن ابن نصر قال قال سفيان بين عيينة قرأت القرآن وأنا ابن أربع سنين وكتبت الحديث وأنا سبع سنين .
وإذا علم هذا فقد ذكر بعضهم فيما يستدل به على تمييز الصغير سوى ما تقدم أن يعد من واحد إلى عشرين ذكره شارح التنبيه في الصلاة وهو من منقول القاضي أبي الطيب الطبري أو بكونه يحسن الوضوء أو الاستنجاء وما أشبه