قلت يشير إلى قول الوليد بن بكر في كتاب الإجازة بلغني عن الخطابي أنه قال " حكم الإجازة أن يقول فيها أخبرنا فلان أن فلانا حدثه " كأنه جعل دخول " أن " دليلا على الإجازة في مفهوم اللغة وغاب عني إذا اختيار الخطابي أنه حكاه عن غيره وقد تأملته فلم أجد له وجها صحيحا لأن " أن " المفتوحة التي اشترطها الخطابي أصلها التأكيد ومعنى " أخبرنا فلان أن فلانا حدثه " أي بأن فلانا حدثه فدخول الباء أيضا للتأكيد وإنما فتحت لأنها صارت اسما فإن صح عنه هذا المذهب كانت الإجازة أقوى من السماع ؛ لأنه خبر قارنه التأكيد وهذا لا يقوله أحد ( 1 ) انتهى .
قلت قد سبقت حكايته عن قوم وعلى أن ما حكاه عن الخطابي قيل إن القاضي عياض حكاه عن اختيار أبي حاتم الرازي قال " وأنكره بعضهم وحقه أن ينكر فلا معنى له يتفهم منه المراد ولا اعتيد هذا الوضع في المسألة لغة ولا عرفا ولا اصطلاحا " ( 2 ) .
346 - ( قوله ) في المكاتبة " أجاز الرواية بها غير واحد من الشافعيين " ( )