الله عليهم من ذنوبهم وأشخص أبصار قلوبهم إلى ملكوت جواره فطال حنينهم واشتياقهم إلى الخلود في دار الأمل في جوار رب العالمين مع خوف الحرمان لما سلف من جرائمهم .
فإن طلبت الفهم بالصدق أقبل عليك بالمعونة تصديق ذلك في كتاب الله D إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون لا يثقل فهم كلامه إلا على من تعطل قلبه ألا يسمع وربنا جل وعز يقول ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسعهم لتولوا وهم معرضون .
فأخبر أنه لو علم فيهم خيرا لأفهمهم لأنهم لم يكونوا صما وكانوا يسمعون قراءة النبي صلى الله عليه وسلّم ولكن ضيعوا الفهم ألا تسمعه يقول لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون