ضمن من لا يخفى ضمانه ووعد من لا يخلف وعده جل ربنا أن ما أنزل من كلامه شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين فما أحق من أغفل عن فهم كتابه أن يستحي من ربه D ويأسف على ما مضى من عمره ومرض قلبه وهو لا يزداد إلا سقما ومرضا وذلك لقلة مبالاته بدائه ترك طلب شفائه بما قال مولاه وتدبر ما تكلم به خالقه وقد رآه مولاه وهو يعني بفهم كتاب مخلوق وحديثه وليس في كتابه وحديثه إياه خلود الأبد في النعيم ولا النجاة من عذاب لا ينقطع بل لعل ما فيه ما الاشتغال به ضرر عليه ومسخطة لربه D ولعل فيه ما الاستغناء بغيره أولى أو لعل فيه حاجة لا قدر لها أو خبر بحيث أن يعلمه من أخبار الناس أو حاجة بكلفة لا يأمل لها مكافأة ولا يحثه على القيام بها إلا خوف عذله ولائمته .
وكيف يكون المولى تبارك وتعالى وقد علم منا أنا قليل تعظيمنا له ونحن لا نعبأ بفهم كلامه وتدبر قوله فيما خاطب به كما نعبأ بفهم كتب عبيده وحديثهم الذين لا يملكون لنا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا تبارك من