قرئ : قاتل . وقلت و قتل بالتشديد والفاعل ربيون أو ضمير النبي . و " معه ربيون " حال عنه بمعنى : قتل كائنا معه ربيون . والقراءة بالتشديد تنصر الوجه الأول . وعن سعيد بن جبير C : ما سمعنا بنبي قتل في القتال . والربيون الربانيون . وقرئ بالحركات الثلاث فالفتح على القياس والضم والكسر من تغييرات النسب . وقرئ : فما وهنوا بكسر الهاء . والمعنى : فما وهنوا عند قتل النبي " وما ضعفوا " عن الجهاد بعده " وما استكانوا " للعدو . وهذا تعريض بما أصابهم من الوهن والانكسار عند الإرجاف بقتل رسول الله A وبضعفهم عند ذلك عن مجاهدة المشركين واستكانتهم لهم . حين أرادوا أن يعتضدوا بالمنافق عبد الله بن أبي في طلب الأمان من أبي سفيان " وما كان قولهم إلا " هذا القول وهو إضافة الذنوب والإسراف إلى أنفسهم مع كونهم ربانيين هضما لها واستقصارا . والدعاء بالاستغفار منها مقدما على طلب تثبيت الأقدام في مواطن الحرب والنصرة على العدو ليكون طلبهم إلى ربهم عن زكاة وطهارة وخضوع وأقرب إلى الاستجابة " فآتاهم الله ثواب الدنيا " من النصرة والغنيمة والعز وطيب الذكر . وخص ثواب الآخرة بالحسن دلالة على فضله وتقدمه وأنه هو المعتد به عنده " تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة " الأنفال : 67 .
" يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين " " إن تطيعوا الذين كفروا " قال علي Bه : نزلت في قول المنافقين للمؤمنين عند الهزيمة : ارجعوا إلى إخوانكم وادخلوا في دينهم . وعن الحسن Bه : إن تستنصحوا اليهو والنصارى وتقبلوا منهم لأنهم كانوا يستغوونهم ويوقعون لهم الشبه في الدين ويقولون : لو كان نبيا حقا لما غلب ولما أصابه وأصحابه ما أصابهم وإنما هو رجل حاله كحال غيره من الناس يوما له ويوما عليه . وعن السدي : إن تستكينوا لأبي سفيان وأصحابه وتستأمنوهم " يردوكم " إلى دينهم . وقيل هو عام في جميع الكفار وإن على المؤمنين أن يجانبوهم ولا يطيعوهم في شيء ولا ينزلوا على حكمهم ولا على مشورتهم حتى لا يستجروهم إلى موافقتهم " بل الله مولاكم " أي ناصركم لا تحتاجون معه إلى نصرة أحد وولايته . وقرئ بالنصب على : بل أطيعوا الله مولاكم " سنلقي " قرئ بالنون والياء . والرعب - بسكون العين وضمها - قيل : قذف الله في قلوب المشركين الخوف يوم أحد فانهزموا إلى مكة من غير سبب ولهم القوة والغلبة . وقيل : ذهبوا إلى مكة فلما كانوا ببعض الطريق قالوا : ما صنعنا شيئا قتلنا منهم ثم تركناهم ونحن قاهرون ارجعوا فاستأصلوهم فلما عزموا على ذلك ألقى الله الرعب في قلوبهم فأمسكوا . " بما أشركوا " بسبب إشراكهم أي كان السبب في إلقاء الله الرعب في قلوبهم إشراكهم به " ما لم ينزل به سلطانا " آلهة لم ينزل الله بإشراكها حجة . فإن قلت : كان هناك حجة حتى ينزلها الله فيصح لهم الإشراك ؟ قلت : لم يعن أن هناك حجة إلا أنها لم تنزل عليهم لأن الشرك لا يستقيم أن يقوم عليه حجة وإنما المراد نفي الحجة ونزولها جميعان كقوله : .
ولا ترى الضب بها ينجحر .
" ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما آراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يردي الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور "