أيكم كلام إضافي مبتدأ ومحمد خبره وأي ههنا للاستفهام قوله والنبي متكىء جملة اسمية وقعت حالا قوله هذا الرجل مبتدأ وخبر مقول القول والأبيض بالرفع صفة للرجل وكذلك المتكىء قوله فقال له أي فقال الرجل للنبي E قوله ابن عبد المطلب بفتح النون لأنه منادى مضاف وأصله يا ابن عبد المطلب فحذف حرف النداء وفي رواية الكشميهني يا ابن عبد المطلب باثبات حرف النداء قوله فقال له الرجل أي الرجل المذكور في قوله دخل رجل على جمل قولهإني سائلك جملة إسمية مؤكدة بأن مقول القول قوله فمشدد عطف على سائلك قوله فلا تجد نهي كما ذكرناه قوله فقال سل أي فقال الرسول E للرجل سل قوله بربك أي بحق ربك الباء للقسم قوله آلله بالمد في المواضع كلها لأنها همزتان الأولى همزة الاستفهام والثانية همزة لفظة الله وهو مرفوع بالابتداء وأرسلك خبره قوله اللهم نعم قال الكرماني اللهم أصله يا الله فحذف حرف النداء وجعل الميم بدلا منه والجواب هو نعم وذكر لفظ اللهم للتبرك وكأنه استشهد بالله في ذلك تأكيدا لصدقه قلت اللهم تستعمل على ثلاثة أنحاء الأول للنداء المحض وهو ظاهر والثاني للإيذان بندرة المستثنى كما يقال اللهم إلا أن يكون كذا والثالث البدل على تيقن المجيب في الجواب المقترن هو به كقولك لمن قال أزيد قائم اللهم نعم أو اللهم لا كأنه يناديه تعالى مستشهدا على ما قاله من الجواب قوله أنشدك جملة من الفعل والفاعل والباء في بالله للقسم قوله أن تصلي بتاء الخطاب ووقع عند الأصيلي بالنون قوله الصلوات الخمس هكذا بجمع الصلوات عند الأكثرين ووقع في رواية الكشميهني والسرخسي الصلاة بالإفراد فإن قلت على هذا كيف توصف الصلاة بالخمس وهي مفردة قلت هي للجنس فيحتمل التعدد وقال القاضي عياض أن نصلي بالنون أوجه ويؤيده رواية ثابت عن أنس بلفظ إن علينا خمس صلوات ليومنا وليلتنا قوله أن تصوم بتاء المخاطبة وعند الأصيلي بالنون قوله هذا الشهر أي شهر رمضان من السنة أي من كل سنة إذ اللام للعهد والإشارة فيه لنوع هذا الشهر لا لشخص ذلك الشهر بعينه قوله أن تأخذ هذه الصدقة بتاء المخاطب وكذلك تقسمها وأن مصدرية وأصلها بأن تأخذ أي تأخذ الصدقة قوله فتقسمها بالنصب عطف على قوله أن تأخذها قوله بما جئت أي بالذي جئت به قوله وأنا مبتدأ ورسول خبره مضاف إلى من بفتح الميم وهي موصولة وكلمة من في قوله من قومي للبيان .
بيان المعاني قوله فأناخه في المسجد فيه حذف والتقدير فأناخه في رحبة المسجد ونحوها وإنما قلنا هكذا لتتفق هذه الرواية بالروايات الأخرى فإن في رواية أبي نعيم أقبل على بعير له حتى أتى المسجد فأناخه ثم عقله فدخل المسجد وفي رواية أحمد والحاكم عن ابن عباس Bهما ولفظها فاناخ بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل قوله هذا الرجل الأبيض المراد به البياض النير الزاهر وأما ما ورد في صفته أنه ليس بأبيض ولا آدم فالمراد به البياض الصرف كلون الجص كريه المنظر فإنه لون البرص ويقال المراد بالأبيض وهو الأبيض المشرب بحمرة يدل عليه ما جاء في رواية الحارث بن عمير فقال أيكما ابن عبد المطلب فقالوا هو الأمغر المرتفق قال الليث الأمغر الذي في وجهه حمرة مع بياض صاف وقال غيره الأمغر الأحمر الشعر والجلد على لون المغرة وقال ابن فارس الأمغر من الخيل الأشقر قلت مادته ميم وغين معجمة وراء مهملة قوله اجبتك ومعناه سمعتك وقال الكرماني فإن قلت متى أجاب حتى أخبر عنه قلت أجبت بمعنى سمعت أو المراد منه إنشاء الإجابة وإنما أجابه عليه السلام بهذه العبارة لأنه أخل بما يجب من رعاية غاية التعظيم والأدب بإدخال الجمل في المسجد وخطابه بأيكم محمد وبابن عبد المطلب انتهى قلت لا يخلو ضمام إما أنه قدم مسلما وإما غير مسلم فإن كان الأول فإنه يحمل ما صدر منه من هذه الأشياء على أنه لم يكن في ذلك الوقت وقف على أمور الشرع ولا على النهي وهو قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ( النور 63 ) على أنه كانت فيه بقية من جفاء الأعراب وجهلهم وإن كان الثاني فلا يحتاج إلى الاعتذار عنه واختلفوا هل كان مسلما عند قدومه أم لا فقال جماعة إنه كان أسلم قبل وفوده حتى زعمت طائفة منهم أن البخاري فهم إسلام ضمام قبل قدومه وأنه جاء يعرض على النبي عليه السلام ولهذا بوب عليه باب القراءة والعرض على المحدث ولقوله آخر الحديث آمنت بما جئت به وأنا