على شاكلته ( الإسراء 84 ) وقوله لا عطف ليس بسديد لأنه يجوز أن يكون للعطف على محذوف تقديره يدخل فيه الإيمان الخ لأنه قال الأعمال بالنية وقال تعالى قل كل يعمل على شاكلته ( الإسراء 84 ) وتفسير بعضهم بقوله أي إن الله تعالى يشعر بأن الواو ههنا للمصاحبة وقد تبع الكرماني بأنها للحال وبينهما تناف على أن الواو بمعنى مع لا تخلو إما أن تكون من باب المفعول معه أو هي الواو الداخلة على المضارع المنصوب لعطفه على اسم صريح أو مؤول كقوله ( ولبس عباءة وتقر عيني ) .
والثاني شرطه أن يتقدم الواو نفي أو طلب ويسمي الكوفيون هذه واو الصرف وليس النصب بها خلافا لهم ومثاله ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ( آل عمران 142 ) وقول الشاعر .
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ) .
والواو هنا ليست من القبيلين المذكورين ويجوز أن تكون الواو ههنا بمعنى لام التعليل على ما نقل عن المازري أنها تجيء بمعنى لام التعليل فالمعنى على هذا فدخل فيه الإيمان وأخواته لقوله تعالى قل كل يعمل على شاكلته ( الإسراء 84 ) قال الليث الشاكلة من الأمور ما وافق فاعله والمعنى أن كل أحد يعمل على طريقته التي تشاكل أخلاقه فالكافر يعمل ما يشبه طريقته من الإعراض عند النعمة واليأس عند الشدة والمؤمن يعمل ما يشبه طريقته من الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء ويدل عليه قوله تعالى فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ( الإسراء 84 ) وقال الزجاج على شاكلته على طريقته ومذهبه ونقل ذلك عن مجاهد أيضا ومن هذا أخذ الزمخشري وقال أي على مذهبه وطريقته التي تشاكل كل حاله في الهدى والضلالة من قولهم طريق ذو شواكل وهي الطرق التي تتشعب منه والدليل عليه قوله فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ( الإسراء 84 ) أي أسد مذهبا وطريقة وقوله على نيته تفسير لقوله على شاكلته وحذف منه حرف التفسير وهذا التفسير روي عن الحسن البصري ومعاوية بن قرة المزني وقتادة فيما أخرجه عبد بن حميد والطبري عنهم وفي ( العباب ) وقوله تعالى قل كل يعمل على شاكلته ( الإسراء 84 ) أي على ناحيته وطريقته وقال قتادة أي على جانبه وعلى ما ينوي وقال ابن عرفة أي على خليقته ومذهبه وطريقته ثم قال في آخر الباب والتركيب يدل معظمه على المماثلة .
قال النبي ولكن جهاد ونية .
هو قطعة من حديث لابن عباس Bهما أوله لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا أخرجه ههنا معلقا وأخرجه مسندا في الحج والجهاد والجزية أما في الحج فعن عثمان بن أبي شيبة وفيه وفي الجزية عن علي بن عبد الله كلاهما عن جرير وأما في الجهاد فعن آدم عن شيبان وعن علي بن عبد الله وعمرو بن علي كلاهما عن يحيى بن سعيد عن سفيان وأخرجه مسلم في الجهاد عن يحيى بن يحيى وفيه وفي الحج عن إسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير وفيهما أيضا عن محمد بن رافع عن يحيى بن آدم وفي نسخة عن محمد بن رافع وإسحاق عن يحيى بن آدم عن مفضل بن مهلهل وفي الجهاد أيضا عن أبي بكر وأبي كريب كلاهما عن وكيع عن سفيان وعن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل وفي نسخة عن شيبان بدل إسرائيل خمستهم عن منصور عنه به وأخرجه أبو داود في الجهاد والحج عن عثمان به مقطعا وأخرجه الترمذي في السير عن أحمد بن عبدة الضبي عن زياد بن عبد الله البكائي عن منصور به وقال حسن صحيح وأخرجه النسائي فيه وفي البيعة عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن سعيد به وفي الحج عن محمد بن قدامة عن جرير وعن محمد بن رافع به مختصرا والمعنى أن تحصيل الخير بسبب الهجرة قد انقطع بفتح مكة ولكن حصلوه في الجهاد ونية صالحة وفيه الحث على نية الخير مطلقا وإنه يثاب على النية قوله جهاد مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي ولكن طلب الخير جهاد ونية .
ونفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة .
هذا من معنى حديث أبي مسعود الذي يذكره عن قريب قوله ونفقة الرجل كلام إضافي مبتدأ وخبره قوله صدقة وقوله يحتسبها حال من الرجل أي حال كونه مريدا بها وجه الله تعالى وقد فسرنا معنى الاحتساب مستوفى عن قريب وقال الكرماني ذكر هذا تقوية لما ذكره من قبل قلت لما عقد الباب على ثلاث تراجم ذكر لكل ترجمة ما يطابقها من الكلام بعد قوله فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام فقوله وقال تعالى قل كل يعمل على شاكلته ( الإسراء 84 ) لقوله إن الأعمال بالنية وقوله قال النبي ولكن جهاد ونية لقوله ولكل امرىء ما نوى