فهو تمام .
أبو عبد الله هو البخاري نفسه وليس هذا بموجود في كثير من النسخ قوله قال إسحاق قال صاحب ( التلويح ) إسحاق هذا هو ابن سويد بن هبيرة العدوي عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وتبعه صاحب ( التوضيح ) على هذا وقال بعضهم أدى مغلطاي وهو صاحب ( التلويح ) أن المراد بإسحاق هو ابن سويد العدوي راوي الحديث ولم يأت على ذلك بحجة وقال إسحاق هو ابن راهويه قلت قول صاحب ( التوضيح ) أقرب إلى الصواب بل الظاهر أن إسحاق هو ابن سويد لأنه ممن روى هذا الحديث فالأقرب أن يكون هو إياه فهذا القائل يرد على صاحب ( التلويح ) فيما قاله بأنه لم يأت بحجة فهذا أدعى أنه إسحاق بن راهويه وأين حجته على ذلك فإن قيل حجته أن الترمذي نقل هذا أعني قوله وإن كان ناقصا فهو تمام عن إسحاق بن راهويه يقال له حجة صاحب ( التلويح ) أقوى فيما قاله لأنه ينسبه إلى راوي الحديث الذي فيه وما نسبه الترمذي إلى إسحاق بن راهويه يكون من باب توارد الخواطر .
قوله وإن كان ناقصا فهو تمام يعني وإن كان كل واحد من شهري العيد ناقصا أي وإن كان عددهما ناقصا في الحساب فهو تمام في الثواب والأجر وقد روى أبو نعيم في ( مستخرجه ) عن إسحاق العدوي من رواية مسدد بالإسناد المذكور بلفظ لا ينقص رمضان ولا ينقص ذو الحجة وروى البيهقي من طريق يحيى بن محمد بن يحيى عن مسدد بلفظ شهرا عيد لا ينقصان كما هو لفظ الترجمة .
وقال محمد لا يجتمعان كلاهما ناقص .
قيل المراد من قوله قال محمد هو البخاري نفسه لأن اسمه محمد بن إسماعيل وهذا نادر لأن دأبه إذا أراد أن يذكر شيئا وأراد أن ينسبه إلى نفسه يقول قال أبو عبد الله بكنيته وقال صاحب ( التلويح ) هذا التعليق عن ابن سيرين مذكور ولم يذكر مذكور في أي موضع وعن هذا يحتمل أن يكون المراد من قوله وقال محمد هو محمد بن سيرين والأقرب والله أعلم أنه هو محمد بن سيرين قوله لا يجتمعان أي شهرا عيد وقوله كلاهما ناقص جملة حالية بغير واو ويجوز ذلك كما في قوله كلمته فوه إلى في والمعنى لا يجتمعان في سنة واحدة في حالة نقص فيهما بل إن نقص أحدهما تم الآخر .
2191 - حدثنا ( مسدد ) قال حدثنا ( معتمر ) قال سمعت ( إسحاق ) يعني ( ابن سويد ) عن عبد الرحمان بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي ح وحدثني مسدد قال حدثنا معتمر عن خالد الحذاء قال أخبرني عبد الرحمان بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله تعالى عنه عن النبي قال شهران لا ينقصان شهرا عيد رمضان وذو الحجة .
مطابقته للترجمة ظاهرة ورواه البخاري من طريقين أحدهما عن مسدد عن معتمر بن سليمان البصري عن إسحاق ابن سويد العدوي عن ( عبد الرحمن بن أبي بكرة ) عن أبيه أبي بكرة واسمه نفيع تصغير النفع بالنون والفاء والعين المهملة الثقفي وقد مر كلاهما وعبد الرحمن أول مولود ولد بالبصرة بعد بنائها وقد مر في العلم والآخر عن ( مسدد ) عن معتمر عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة إلى آخره .
وأخرجه مسلم في الصوم أيضا عن أبي بكرة عن ( معتمر ) به وعن يحيى بن يحيى عن يزيد بن زريع عن ( خالد الحذاء ) وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد عن يزيد بن زريع به وأخرجه الترمذي فيه عن يحيى ابن خلف عن بشر بن الفضل عن خالد الحذاء به وقال حديث حسن وأخرجه ابن ماجه فيه عن حميد بن مسعدة عن يزيد ابن زريع به وإنما اختار البخاري سياق المتن على لفظ خالد دون إسحاق بن سويد لكونه لم يختلف في سياقه عليه كذا قاله بعضهم قلت كلا الطريقين صحيح عند البخاري ولكنه انفرد بإخراجه من حديث إسحاق بن سويد وبقية الجماعة غير النسائي أخرجوه من حديث خالد الحذاء فيمكن أن يكون اختياره سوق المتن على لفظ خالد لهذا المعنى ومع هذا شك بعض الرواة في رفعه إلى النبي ولهذا قال الترمذي وقد روي هذا الحديث عن ( عبد الرحمن بن أبي بكرة ) عن النبي مرسلا ولهذا حسنه الترمذي ولم يصححه لما وقع فيه من الاختلاف في وصله وإرساله ورفعه ووقفه والاختلاف في لفظه وقال شيخنا ولا أعلم من رواه عن أبي بكرة غير ابنه عبد الرحمن ورواه عن عبد الرحمن جماعة منهم خالد الحذاء وإسحاق بن سويد وعلي بن يزيد بن جدعان وسالم أبو حاتم وعبد الملك بن عمير وعبد الرحمن بن إسحاق كلهم أسنده عن أبيه عن النبي وأخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجه من حديث خالد الحذاء وانفرد به البخاري من حديث إسحاق بن سويد ورواه أحد في ( مسنده ) والطبراني في ( الكبير ) من رواية علي بن زيد وسالم بن أبي حاتم ويكنى أيضا أبا عبد الله ورواه الطبراني من رواية عبد الملك بن عمير ورواه البزار في ( مسنده ) من رواية عبد الرحمن بن إسحاق وقال البزار في ( مسنده ) وهذا الكلام لا نعلم رواه أحمد عن النبي بهذا اللفظ إلا أبو بكرة نحو كلامه بغير لفظه انتهى وقد روى أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال قال رسول الله كل شهر