بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها .
ثانيهما التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله .
الرابع أن آخر القرآن نزولا قول الله تعالى في سورة آل عمران فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عمل منكم من ذكر أو أنثى 3 آل عمران 195 الآية .
ودليل هذا القول ما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عمل منكم إلى آخرها .
وذلك أنها قالت يا رسول الله .
أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض 4 النساء 32 ونزل إن المسلمين والمسلمت 33 الأحزاب 35 ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعد ما كان ينزل في الرجال خاصة .
ومن السهل رد الاستدلال بهذا الخبر على آخر ما نزل مطلقا وذلك لما يصرح به الخبر نفسه من أن الآية المذكورة آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بالإضافة إلى ما ذكر فيه النساء أي فهي آخر مقيد لا مطلق وليس كلامنا فيه .
الخامس أنه آية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خلدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما 4 النساء 93 واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس .
قال هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .
ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا .
السادس أن آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة 4 النساء 176 وهي خاتمة سورة النساء وأن آخر سورة نزلت سورة براءة .
واستند صاحب هذا الرأي إلى ما يرويه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب أنه قال آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة .
وآخر سورة نزلت براءة .
ويمكن نقض هذا الإستدلال بحمل