أقول آلم حرف .
ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف رواه الترمذي وقال حسن صحيح .
ويقول يقال لقارىء القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها رواه أبو داود والترمذي والنسائي .
ويقول خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه البخاري .
فهل يعقل أن أصحاب محمد الذين سمعوا ذلك وأمثال ذلك يتوانون لحظة عن قراءة القرآن ثم ألا تكون تلك التلاوة سبيلا إلى أن يحذقوه ويحرزوه .
خامسها عناية الرسول بتعليم القرآن وإذاعته ونشره إذ كان يقرؤه على الناس على مكث كما أمره الله .
وكان يسمعهم إياه في الخطبة والصلاة وفي الدروس والعظات وفي الدعوة والإرشاد وفي الفتوى والقضاء وكان يرغب في تعليمه ونشره كما سمعت .
وكان يرسل بعثات القراء إلى كل بلد يعلمون أهله كتاب الله .
كما أرسل مصعب بن عمير وابن أم مكتوم إلى أهل المدينة قبل هجرته إليها وكما أرسل معاذ بن جبل إلى مكة بعد الفتح للإقراء .
قال عبادة بن الصامت كان الرجل إذا هاجر دفعه النبي إلى رجل منا يعلمه القرآن .
سادسها القداسة التي امتاز بها كتاب الله عن كل ما سواه حيث اجتمع فيه من المزايا ما قصصنا عليك وما لم نقصص عليك .
كنسبته إلى الله تعالى وكحرمة قراءته على الجنب والحائض والنفساء وكحرمة مس مصحفه وحمله على أولئك جميعا وعلى المحدث حدثا أصغر أيضا إلى غير ذلك .
ولا شك أن هذه القداسة تلفت الأنظار إليه وتخلع همم المؤمنين به عليه فيحيطون به علما ويخضعون لتعاليمه عملا .
وذلك ما حدا المسلمين في كل عصر ومصر أن يعنوا بحفظ كتاب الله حتى عصرنا الذي نعيش فيه فما بالك بعصر الصحابة وهو عصر العلم والنور والتقوى والهداية والنشر والدعوة .
أما بعد .
فهذه بضعة عشر عاملا توافرت في أصحاب الرسول الأكرم حتى حفظوا الكتاب والسنة وقد جمعناها لك هذا الجمع معتقدين أن من ورائها عوامل شخصية توافرت في بعض القراء وبعض المحدثين منهم دون بعض .
والسبيل إلى تلك العوامل الشخصية دراسة تراجم أولئك القراء والمتصدرين لرواية الحديث من الصحابة فارجع إليها إن شئت واحرص على ما ذكرنا لك وصغ منها أسلحة علمية مرهفة تشهرها في وجه أولئك الخونة