ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى 1 ففيه وجهان .
أحدهما انه من عمى القلب الذي يتولد من الضلالة وهو ما يقبل الزيادة والنقص لا من عمى البصر الذي يحجب المرئيات عنه .
وقد صرح ببيان هذا المعنى قوله تعالى فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور 2 وعلى هذا فالأول اسم فاعل والثاني افعل تفضيل من فقد البصيرة .
والثاني انه من عمى العين والمعنى من كان في هذه أعمى من الكفار فإنه يحشر أعمى فلا يكون افعل تفضيل .
ومنهم من حمل الأول على عمى القلب والثاني على فقد البصيرة وإليه ذهب أبو عمرو فأمال الأول وترك الإمالة في الثاني لما كان اسما والاسم ابعد من الإمالة .
الخامسة يكثر حذف المفضول إذا دل عليه دليل وكان افعل خبرا كقوله تعالى أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير 3 .
ذلكم اقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى إلا ترتابوا 4 .
والله أعلم بما وضعت 5 .
وما تخفي صدورهم أكبر 6 .
إنما عند الله هو خير لكم 7 .
والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا 8 .
أي الفريقين خير مقاما واحسن نديا 9