قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : المراد بالصلصال ههنا التراب اليابس والظاهر أنه كقوله تعالى : { خلق الإنسان من صلصال كالفخار * وخلق الجان من مارج من نار } وعن مجاهد أيضا { صلصال } المنتن وتفسير الاية بالاية أولى قوله : { من حمإ مسنون } أي الصلصال من حمأ وهو الطين والمسنون : الأملس كما قال الشاعر : .
ثم خاصرتها إلى القبة الخضـ راء تمشي في مرمر مسنون .
أي أملس صقيل ولهذا روي عن ابن عباس أنه قال : هو التراب الرطب وعن ابن عباس ومجاهد أيضا والضحاك : أن الحمأ المسنون هو المنتن وقيل : المراد بالمسنون ههنا المصبوب وقوله : { والجان خلقناه من قبل } أي من قبل الإنسان { من نار السموم } قال ابن عباس : هي السموم التي تقتل وقال بعضهم : السموم بالليل والنهار ومنهم من يقول : السموم بالليل والحرور بالنهار وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : دخلت على عمر الأصم أعوده فقال : ألا أحدثك حديثا سمعته من عبد الله بن مسعود يقول هذه السموم جزء من سبعين جزءا من السموم التي خلق منها الجان ثم قرأ { والجان خلقناه من قبل من نار السموم } وعن ابن عباس : أن الجان خلق من لهب النار وفي رواية : من أحسن النار وعن عمرو بن دينار : من نار الشمس وقد ورد في الصحيح [ خلقت الملائكة من نور وخلقت الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ] والمقصود من الاية التنبيه على شرف آدم عليه السلام وطيب عنصره وطهارة محتده