وقال البخاري في بعث أبي موسى ومعاذ الى اليمن حدثنا مسلم عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلّم جده ثم قال تابعه العقدي ووهب عن شعبة ثم قال من رواية أبي إسحاق وأبي الهيثم وقال وكيع والنضر وأبو داود عن شعبة عن سعيد عن أبيه عن جده وذكر مثل هذا في مواضع ومثل هذا ليس بإخراج عنه وإنما هو استشهاد به على وجه ما ولم يسند عنه شيئا قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أبي سمعت عبد الله بن عمران الأصبهاني يقول سمعت وكيعا يقول ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود الطيالسي قال أبو داود رويت عن شعبة ستة آلاف وسبع مائة حديث قال أبو داود قال عبد الله بن عمران قدم علينا أبو داود فكان يملي من حفظه قال أبو حاتم أبو داود محدث صدوق كثير الخطأ أبو الوليد وعفان أحب إلي منه قال عبد الرحمن سئل أبي عن أبي داود وأبي أحمد الزبيري أيهما أحفظ فقال أبو داود قال عبد الرحمن كتب إلي يعقوب بن إسحاق الهروي قال عثمان بن سعيد الدارمي قلت ليحيى بن معين أبو داود أحب إليك في شعبة وحرمي يعني بن عمارة فقال أبو داود صدوق أبو داود أحب إلي قلت فأبو داود أو عبد الرحمن بن مهدي فقال أبو داود أعلم به وهذا الكلام فيه نظر لأن عبد الرحمن بن مهدي إمام مقدم في طبقته لا يوازيه إلا يحيى بن سعيد القطان وليس أبو داود من هذا النمط ولا قريب وإن كان أكثر رواية عن شعبة وهو الذي أراده يحيى بن معين فإن عبد الرحمن بن مهدي أعلم وأبصر بصحيح الحديث من سقيمه وإمام في الجرح والتعديل وأما أبو داود فكثير الرواية وليس له ذلك الميز ولذلك يخطىء كثيرا وحسبك أن أبا حاتم قال أبو الوليد وعفان أحب إلي منه ولعمري لقد رفعه إلى أن فاضل بينه وبين أرفع من طبقته لأن أبا الوليد وعفان متقدمان في الحفظ والإتقان وقد ترك البخاري الإخراج عنه وقول أبي حاتم هو أحفظ من أبي أحمد الزبيري يريد سعة الرواية واستظهاره بما يرويه وأبو أحمد أنقى حديثا منه وكذلك حرمي بن عمارة والله أعلم