صلى الله عليه وسلّم بأعلى مكة ومعها غذاؤه فلقيها جبريل في صورة رجل فسألها عن النبي صلى الله عليه وسلّم فهابته وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله فلما ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلّم قال لها هو جبريل وقد أمرني أن أقرأ عليك السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب وأخرجه النسائي والحاكم من حديث أنس جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال إن الله يقرأ على خديجة السلام فقالت إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وفي صحيح البخاري عن علي رفعه خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة ويفسر المراد به ما أخرجه بن عبد البر في ترجمة فاطمة عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلّم عاد فاطمة وهي وجعة فقال كيف تجدينك يا بنية قالت إني لوجعة وإنه ليزيد ما بي مالي طعام آكله فقال يا بنية ألا ترضين أنك سيدة نساء العالمين قالت يا أبت فأين مريم بنت عمران قال تلك سيدة نساء عالمها فعلى هذا مريم خير نساء الأمة الماضية وخديجة خير نساء الأمة الكائنة ويحمل قصة فاطمة إن ثبتت على أحد أمرين إما التفرقة بين السيادة والخيرية وإما أن يكون ذلك بالنسبة إلى من وجد من النساء حين ذكر قصة فاطمة وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلّم على خديجة ما لم يثن على غيرها وذلك في حديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها فذكرها يوما من الأيام فأخذتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها فغضب ثم قال لا والله ما أبدلني الله خيرا منها آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء قالت عائشة فقلت في نفسي لا أذكرها بعدها بسبة أبدا أخرجه أبو عمر أيضا رويناه في كتاب الذرية الطاهرة للدولابي من طريق وائل بن أبي داود عن عبد الله البهي عن عائشة وفي الصحيح عن عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا إلى أصدقاء خديجة فقال فذكرت له يوما فقال إني لأحب حبيبها قال بن إسحاق كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام وكان يسكن إليها وقال غيره ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح وقيل بأربع وقيل بخمس وقالت عائشة ماتت قبل أن تفرض الصلاة يعني قبل أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وسلّم ويقال كان موتها في رمضان وقال الواقدي توفيت لعشر خلون من رمضان وهي بنت خمس وستين سنة ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب ودفنت بالحجون ونزل النبي صلى الله عليه وسلّم في حفرتها ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز