أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع ويقول فيها ... وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع ... وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألقيت كل تميمة لا تنفع ... والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع وأخرج بن منده من طريق البلوي عن عمارة بن زيد عن إبراهيم بن سعد حدثنا أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه حدثني أبو ذؤيب الشاعر قال قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج وإذا أهلوا جميعا بالإحرام فقلت مه فقالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلّم وذكر بن عبد البر أن بن إسحاق روى هذا الخبر عن أبي الآكام وأوله بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم عليل فاستشعرت حربا وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف يقول ... خطب أجل أناخ بالإسلام ... بين النخيل ومعقل الآطام ... قضى النبي محمد فعيوننا ... تذري الدموع عليه بالتسجام قال فوثبت من نومي فزعا إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلّم قد مات فركبت ناقتي فسرت فذكر قصته وفيه أنه وجد النبي صلى الله عليه وسلّم ميتا ولم يغسل بعد وقد خلا به أهله وذكر شهوده سقيفة بني ساعدة وسماعه خطبة أبي بكر وساق قصيدة له رثى بها النبي صلى الله عليه وسلّم ... كسفت لمصرعه النجوم وبدرها ... وتزعزعت آطام بطن الأبطح قال ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته فأقام حتى توفي في خلافة عثمان بطريق مكة وقال غيره مات في طريق إفريقية في زمن عثمان وكان غزاها ورافق بن الزبير وقيل مات غازيا بأرض الروم وقال المرزباني هلك بإفريقية في زمن عثمان ويقال إنه هلك في طريق مصر فتولاه بن الزبير وقال بن البرقي حدث معروف بن خربوذ أخبرني أبو الطفيل أن عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم زعم أن في بعض الكتب أن شر الأرضين أم صبار حرة بني سليم وأن ألأم القبائل محارب خصفة وأن أشعر الناس أبو ذؤيب وقال حدث أبو الحارث عبد الله بن عبد الرحمن بن سفيان الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب جاء إلى عمر في خلافته فقال يا أمير المؤمنين أي العمل أفضل قال الإيمان بالله قال قد فعلت فأي العمل بعده أفضل قال الجهاد في سبيل الله قال ذلك كان علي ولا أرجو جنة لا أخشى نارا فتوجه من تلقاء فوره غازيا هو وابنه وابن أخيه أبو عبيد حتى أدركه الموت في بلاد الروم والجيش يساقون في أرض عاقة فقال لابنه وابن أخيه إنكما لا تتركان علي جميعا فاقترعا فصارت القرعة لأبي عبيد فأقام عليه حتى واراه