فلم تصبه السرية وأصابه الإسلام فهاجر الى المدينة وكان رجلا سبابا فقيل للنبي صلى الله عليه وسلّم ان هبارا يسب ولا يسب فأتاه فقام عليه فقال له سب من سبك فكفوا عنه وهذا مرسل وفيه وهم في قوله هاجر الى المدينة فإنه إنما أسلم بالجعرانة وذلك بعد فتح مكة ولا هجرة بعد الفتح والصواب ما قال الزبير بن بكار ان هبارا لما أسلم وقدم المدينة جعلوا يسبونه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال سب من سبك فانتهوا عنه وأخرج بن شاهين من طريق عقيل عن بن شهاب نحوه مرسلا وأما صفة إسلامه فأخرجها الواقدي من طريق سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم منصرفة من الجعرانة فاطلع هبار بن الأسود من باب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالوا يا رسول الله هبار بن ألأسود قال قد رأيته فأراد رجل من القوم أن يقوم اليه فأشار النبي صلى الله عليه وسلّم اليه أن اجلس فوقف هبار فقال السلام عليك يا نبي الله أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ولقد هربت منك في البلاد وأردت اللحاق بالأعاجم ثم ذكرت عائدتك وصلتك وصفحك عمن جهل عليك وكنا يا نبي الله أهل شرك فهدانا الله بك وأنقذنا من الهلكة فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني فاني مقر بسوء فعلي معترف بذنبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد عفوت عنك وقد