شعبة عن الجريري عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال قال أبو بكر ألست أول من أسلم ألست أحق بهذا الأمر ألست كذا ألست كذا رجاله ثقات لكن قال الترمذي والبزار تفرد به عقبة بن خالد ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة فلم يذكر أبا سعيد قال الترمذي وهو أصح وأخرج البغوي من طريق يوسف بن الماشجون أدركت مشيختنا بن المنكدر وربيعة وصالح بن كيسان وعثمان بن محمد لا يشكون أن أبا بكر أول القوم إسلاما وأخرج البغوي بسند جيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال ولينا أبو بكر فخير خليفة أرحم بنا واحناه علينا وقال إبراهيم النخعي كان يسمى الأواه لرأفته وقال ميمون بن مهران لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلّم من زمن بحيرا الراهب واختلف بينه وبين خديجة حتى تزوجها وذلك قبل أن يولد علي وقال العسكري كانت تساق اليه الأشناق في الجاهلية وهي الديات التي يتحملها ممن يتقرب لذلك من العشيرة فكان إذا حمل شيئا من ذلك فسأل فيه قريشا مدحوه وأمضوا إليه حمالته فإن إحتملها غيره لم يصدقوه ومن أعظم مناقب أبي بكر أن بن الدغنة سيد القارة لما رد إليه جواره بمكة وصفه بنظير ما وصفت به خديجة النبي صلى الله عليه وسلّم لما بعث فتواردا فيهما على نعت واحد من غير أن يتواطآ على ذلك وهذا غاية في مدحه لأن صفات النبي صلى الله عليه وسلّم منذ نشأ كانت أكمل الصفات وقد أطنب أبو القاسم بن عساكر في ترجمة الصديق حتى إن ترجمته في تاريخه على كبره تجيء قدر ثمن عشرة وهو مجلد من ثمانين مجلدا وذكر بن سعد من طريق الزهري أن أبا بكر والحارث بن كلدة اكلا خزيرة أهديت لأبي بكر وكان الحارث طبيبا فقال لأبي بكر أرفع يدك والله إن فيها لسم سنة فلم يزالا عليلين حتى ماتا عند انقضاء السنة في يوم واحد وكانت وفاته يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشر من الهجرة وهو بن ثلاث وستين سنة ومن الأوهام ما أخرجه البغوي عن علي بن مسلم عن زياد البكائي عن محمد بن إسحاق قال كانت خلافة أبي بكر سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما توفي في جمادى الأولى وهذا غلط إما في المدة وإما في الشهر فمن ذلك ما أخرجه من طريق الليث قال مات أبو بكر لليلة خلت من ربيع الأول وقال البغوي حدثنا محمد بن بكار حدثنا أبو معشر عن زيد بن أسلم عن أبيه وعن عمر مولى عفرة وعن محمد بن بزيغ توفي أبو بكر لثمان بقين من جمادى الآخرة قلت وهذا يطابق المدة التي في رواية بن إسحاق ويخلص الوهم إلى الشهر