635 - أنفق بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالا .
رواه الطبراني في الكبير والقضاعي في مسنده عن ابن مسعود قال دخل النبي صلى الله عليه وسلّم على بلال وعنده صبرة من تمر فقال ما هذا يا بلال ؟ قال يا رسول الله ذخرته لك ولضيفانك قال أما تخشى أن يفور لها بخار من جهنم أنفق بلال - الحديث وذكره النجم عن أبي هريرة أيضا بلفظ أما تخشى يا بلال أن ترى له بخارا في نار جهنم .
ورواه العسكري في الأمثال وكذا البزار في مسنده عن عائشة بلفظ قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم أطعمنا بلال فقال يا رسول الله ما عندي إلا صبرة من تمر خبأته لك فقال أما تخشى أن يقذف به في نار جهنم أنفق - الحديث .
وأخرجه البزار أيضا عن أبي هريرة بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم دخل على بلال وعنده صبرة من تمر فقال ما هذا ؟ قال أدخره [ صفحة 243 ] فقال أما تخشى أن ترى له بخار في نار جهنم أنفق - الحديث .
ورواه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة مرفوعا ورواه أيضا مرسلا عن ابن سيرين ورواه أبو يعلى بلفظ أنفق يا بلال ولا تخافن من ذي العرش إقلال .
قال في المقاصد وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ الحديث وأنه " بلالا " ويتكلفون في توجيهه بكونه نهيا عن المنع وبغير ذلك فشيء لم أقف له على أصل انتهى .
وأقول مما قيل فيه أن أصله أنفق بلا قولك لا ومنه أن مصدر بل يبل مشدد اللام وقد وجهه الجلال السيوطي في الأشباه والنظائر النحوية بأنه من الاتباع وإن كان منادى مفردا علما وعبارته فيها ومنه اتباع كلمة في التنوين لكلمة أخرى منونة صحبتها كقوله تعالى { وجئتك من سبأ بنبأ } { إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا } في قراءة من نون الجميع وحديث أنفق بلالا ولا تخشى من ذي العرش انتهت .
وقال في " الهمع " أواخر الكتاب الخامس : روى البزار في مسنده وغيره أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا نون المنادى المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالا انتهى وأقول ظاهر كلامه في الكتابين أن الرواية بالنصب ومقتضى ما في المقاصد أنه بالضم فليراجع وكلام السيوطي لا يفيد حصر الرواية بالنصب والإمام السخاوي نفى الوقوف فلا ينفي الورود فمن حفظ حجة على من لم يحفظ فافهم أي فهما روايتان فلا منافاة