58 - أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم .
قال في التمييز تبعا للأصل أخرجه الديلمي من حديث أبي هريرة من رواية عمر بن راشد وهو ضعيف جدا وقال البيهقي ضعيف بالمرة وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وزاد في الأصل ورواه القضاعي في مسنده فقال اجتمع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة فتماروا في شيء فقال لهم علي انطلقوا بنا إلى رسول الله فلما وقفوا عليه قالوا : يا رسول الله جئنا نسألك عن شيء فقال : إن شئتم فاسألوا وإن شئتم خبرتكم بما جئتم له فقال لهم جئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي وكيف يأتي فذكر أبى الله الحديث المذكور ورواه الديلمي كما في الدرر عن أبي [ صفحة 34 ] هريرة بلفظ أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب رواه العسكري وابن ماجه بسند ضعيف عن علي رفعه إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب وجهاد الضعفاء الحج وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها والتودد نصف الإيمان وما علل ( 1 ) أمر على اقتصاد واستنزلوا الرزق بالصدقة وأبى الله إلا أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث لا يحتسبوا . قال النجم ولا يصح شيء منها انتهى .
وأقول الحديث بطرقه معناه صحيح وإن كان ضعيفا ففي التنزيل { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } والمعنى كما قال البيهقي وغيره أبى الله أن يجعل أرزاق عباده من حيث يحتسبون وهو كذلك فإن الله تعالى يرزق عباده من حيث يحتسبون تارة كالتجارة والحراثة وتارة يرزقهم من حيث لا يحتسبون كالرجل يصيب معدنا أو ركازا أو يرث قريبا له يموت أو يعطيه أحد مال من غير استشراف نفس ولا سؤال وآية ومن يتق الله ليس فيها حصر فليتأمل .
_________ .
( 1 ) لعل الصواب : ما عال امرؤ