1063 - جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها .
قال في المقاصد : رواه أبو نعيم في الحلية وابن حبان في روضة العقلاء والخطيب وآخرون أن الحسن بن عمارة بلغه أن الأعمش وقع فيه فبعث إليه بكسوة فمدحه فقيل للأعمش ذممته ثم مدحته فقال حدثني خيثمة عن ابن مسعود فذكره .
وأخرجه ابن عدي في كامله والبيهقي في شعبه عن ابن مسعود مرفوعا وموقوفا .
قال البيهقي وهو المحفوظ وقال ابن عدي وهو المعروف .
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية مرفوعا وموقوفا وهو باطل من الوجهين .
وقول ابن عدي والبيهقي إن الموقوف معروف عن الأعمش يحتاج إلى تأويل فإنهما ذكراه بسند فيه متهم بالكذب والوضع يجل الأعمش عن مثله فقد كان زاهدا ناسكا تاركا للدنيا حتى وصفه بعضهم بقوله : ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته بل كان صبورا مجانبا للسلطان ورعا عالما بالقرآن .
ورويا أنه لما ولي الحسن بن عمارة مظالم الكوفة بلغ الأعمش فقال : ظالم ولي مظالمنا فبلغ الحسن فبعث إليه بأثواب ونفقة فقال الأعمش : مثل هذا ولي علينا يرحم صغيرنا ويعود على فقيرنا ويوقر كبيرنا . فقال رجل : يا أبا محمد ما هذا قولك فيه أمس فقال : حدثني خيثمة وذكره موقوفا .
وأخرجه القضاعي فقال حدثنا محمد بن عبد الرحمن القرشي أنه قال : كنت عند الأعمش فقيل إن الحسن بن عمارة ولي المظالم . فقال الأعمش : يا عجبا من ظالم ولي المظالم ما للحائك ابن الحائك والظالم ابن الظالم فخرجت فأتيت الحسن فأخبرته فقال : علي بمنديل وأثواب فوجه بها إليه . فلما كان من الغد بكرت إلى الأعمش فقلت أجري الحديث قبل أن تجتمع الناس . فأجريت ذكره فقال : بخ بخ هذا الحسن بن عمارة ولي العمل وما زانه . فقلت : بالأمس قلت ما قلت واليوم تقول هذا ؟ فقال : دع عنك هذا حدثني خثيمة عن ابن مسعود مرفوعا .
قال في المقاصد : وربما يستأنس له بما روى اللهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي وبحديث " الهدية تذهب بالسمع والبصر " وهو ضعيف والكلام عليه مبسوط في الأجوبة الحديثية انتهى