44158 - عن أبي ذر قال : دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلّم جالس وحده فجلست إليه فقال : يا أبا ذر إن للمسجد تحية وتحيته ركعتان فقم فاركعهما قال : فقمت فركعتهما ثم قلت يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة ؟ قال : خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر قلت : يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله D ؟ قال : إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت : فأي المؤمنين أكملهم إيمانا ؟ قال : أحسنهم خلقا قلت : فأي المسلمين أسلم قال : من سلم الناس من لسانه ويده قلت : فأي الهجرة أفضل ؟ قال : من هجر السيئات قلت : فأي الليل أفضل ؟ قال : جوف الليل الغابر قلت : فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت قلت : فما الصيام ؟ قال : فرض مجزيء وعند الله أضعاف كثيرة قلت : فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه قلت : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد من مقل تسر إلى فقير قلت : فأي آية ما أنزل الله عليك أفضل ؟ قال : آية الكرسي ثم قال : يا أبا ذر ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة قلت : يا رسول الله كم الأنبياء ؟ قال : مائة ألف وعشرون ألفا قلت : كم الرسل من ذلك ؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا قلت : من كان أولهم ؟ قال : آدم قلت : أنبي مرسل ؟ قال : نعم خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه ثم سواه وكلمه قبلا ثم قال : يا أبا ذر أربعة سريانيون : آدم وشيث وخنوخ - وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم - ونوح وأربعة من العرب : هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر وأول الأنبياء آدم وآخرهم محمد وأول نبي من أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وبينهما ألف نبي .
قلت : يا رسول الله كم كتاب أنزل الله ؟ قال : مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسون صحيفة وأنزل على خنوخ ثلاثون صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قلت : فما كانت صحف إبراهيم ؟ قال : كانت أمثالا كلها : أيها الملك المسلط المغرور المبتلى إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد على دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وكان فيها أمثال : على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيها صنع الله وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث : تزود لمعاد ومرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه قلت : فما كان في صحف موسى ؟ قال : كانت عبرا كلها : عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح عجبت لمن أيقن بالنار : ثم هو يضحك عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها لأهلها ثم اطمأن إليها عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل قلت : يا رسول الله هل فيما أنزل عليك شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى ؟ قال : يا أبا ذر تقرأ { قد أفلح من تزكى - إلى قوله : صحف إبراهيم وموسى } .
قلت : يا رسول الله أوصني قال : أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله قلت : زدني قال : عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء قلت : زدني قال : إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه قلت : زدني قال عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك قلت : زدني قال : عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي قلت : زدني قال : أحب المساكين وجالسهم قلت : زدني قال : انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك قلت : زدني قال : لا تخف في الله لومة لائم قلت : زدني قال : قل الحق وإن كان مرا قلت : زدني قال : ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما يأتي وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي يا أبا ذر لاعقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق .
( الحسن بن سفيان حب حل كر )