40218 - حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن إسحاق عن يزيد ابن عبد الله بن أبي قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سرية إلى أضم فلقينا عامر بن الأضبط فحيا بتحية الإسلام فنزعنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله فلما قتله سلبه بعيرا له وأهبا ومتيعا كان له فلما قدمنا جئنا بشأنه إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فأخبرناه بأمره فنزلت هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ) الآية 94 سورة النساء . قال بن إسحاق : فأخبرني محمد بن جعفر عن زيد بن ضمرة قال حدثني أبي وعمي وكانا شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم قالا : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الظهر ثم جلس تحت شجرة فقام إليه الأقرع بن حابس وهو سيد خندف يرد عن ابن محلم وقام عيينة بن حصن يطلب بدم عامر بن الأضبط القيسي وكان أشجعيا قال : فسمعت عيينة بن حصن يقول : لأذيقن نساءه من الحزن مثل ما ذاق نسائي فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : تقبلون الدية ؟ فأبوا فقام رجل من بني ليث يقال له مكتيل فقال : يا رسول الله ؟ والله ما شبهت هذا القتيل في غرة الإسلام إلا بغنم وردت فرميت فنفر آخرها اسنن اليوم وغير غدا فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : نديه لكم خمسون في سفرنا هذا وخمسون إذا رجعنا فقبلوا الدية فقالوا : ائتوا بصاحبكم يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجئ به فوصف حليته وعليه حلة قد تهيأ فيها للقتل حتى أجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلّم فقال : ما اسمك ؟ فقال : محلم بن جثامة فقال النبي صلى الله عليه وسلّم بيديه - ووصف أنه رفعهما : اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة قال : فتحدثنا بيننا أنه إنما أظهر هذا وقد استغفر له في السر . قال ابن إسحاق : فأخبرني عمرو ابن عبيد عن الحسن قال قال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم : آمنته بالله ثم قتلته فوالله ما مكث إلا سبع ليال حتى مات محلم قال : فسمعت الحسن يحلف بالله لدفن ثلاث مرات كل ذلك تلفظه الأرض فجعلوه بين صدى جبل ورضموا عليه بالحجارة فأكلته السباع فذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : أما والله إن الأرض لتطبق على من هو شر منه ولكن الله أراد أن يخبركم بحرمتكم .
( ش )