38200 - { مسند عمر } عن الهيثم بن عمار قال : سمعت جدي يقول : لما ولي عمر بن الخطاب زار أهل الشام فنزل بالجابية وكانت دمشق تشتعل طاعونا فهم أن يدخلها فقال له : أصحابه أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : إذا دخل بكم الطاعون فلا تهربوا منه ولا تأتوه حيث هو وقد علمت أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم الذين معك فرحانين لم يصبهم طاعون قط فأرسل عند ذلك رجلا من جديلة ولم يدخلها هو وسار إلى بيت المقدس فافتتحها صلحا . ثم أتاها عمر ومعه كعب فقال : يا أبا إسحاق الصخرة أتعرف موضعها ؟ قال : أذرع من الحائط الذي يلي وادي جهنم كذا وكذا ذراعا وهي مزبلة ثم احفر ذلك ستجدها فحفروا فظهرت لهم فقال عمر لكعب : أين ترى نجعل المسجد ؟ قال : اجعله خلف الصخرة فتجمع بين القبلتين : قبلة موسى وقبلة محمد صلى الله عليه وسلّم فقال : ضاهيت اليهودية والله يا أبا إسحاق خير المساجد مقدمها فبناه في مقدم المسجد فبلغ أهل العراق أنه زار أهل الشام فكتبوا إليه يسألونه أن يزورهم كما زار أهل الشام فهم أن يفعل فقال له كعب : أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تدخلها قال : ولم ؟ قال : فيها عصاة الجن وهاروت وماروت يعلمان الناس السحر وفيها تسعة أعشار الشر وكل داء معضل قال عمر : قد فهمت كل ما ذكرته غير الداء المعضل فما هو ؟ قال : كثرة الأموال هو الذي ليس له شفاء فلم يأتها عمر .
( كر )