37939 - عن أبي سعيد قال : لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلّم السبى بالجعرانة أعطى عطايا قريش وغيرها من العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء فكثرت المقالة وفشت حتى قال قائلهم : أما رسول الله لقد لقى قومه فأرسل إلى سعد بن عبادة فقال : ما مقالة بلغتني عن قومك أكثروا فيها ؟ فقال له سعد : فقد كان ما بلغك قال فأين أنت من ذاك ؟ قال : ما أنا إلا رجل من قومي فاشتد غضبه وقال : اجمع قومك ولا يكن معهم غيرهم فجمعهم في حظيرة من حظائر السبي وقام على بابها وجعل لا يترك إلا من كان من قومه وقد ترك رجالا من المهاجرين ورد أناسا ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلّم يعرف في وجهه الغضب فقال : يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله ؟ فجعلوا يقولون : نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله يا معشر الأنصار ألم أجدكم عالة فأغناكم الله فجعلوا يقولون : نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله قال : ألا تجيبون ؟ قالوا : الله ورسوله أمن وأفضل فلما سري عنه قال : ولو شئتم لقلتم فصدقتم : ألم نجدك طريدا فأويناك ومكذبا فصدقناك وعائلا فآسيناك ومخذولا فنصرناك ؟ فجعلوا يبكون ويقولون : الله ورسوله أمن وأفضل ثم قال : أوجدتم من شيء من دنيا أعطيتها قوما أتألفهم على الإسلام ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت واديكم وشعبكم أنتم شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ثم رفع يديه حتى إني لأرى ما تحت منكبيه فقال : اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى بيوتكم ؟ فبكى القوم حتى اخضلوا ( اخضلوا : اخضل الشيء اخضلالا واخضوضل : أي ابتل . المختار 139 . ب ) لحاهم وانصرفوا وهم يقولون رضينا بالله وبرسوله حظا ونصيبا .
( ش ) ( الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب اعطاء المؤلفة قلوبهم . . رقم ( 139 ) . ص )