36049 - عن أبي الحويرث قال : لما قدم غلام المغيرة بن شعبة ضرب عليه عشرين ومائة درهم كل شهر أربعة دراهم كل يوم قال : وكان خبيثا إذا نظر إلى السبي الصغار يأبي فيمسح رؤوسهم ويبكي ويقول : إن العرب أكلت كبدي فلما قدم عمر من مكة جاء أبو لؤلؤة إلى عمر يريده فوجده غاديا إلى السوق وهو متكئ على يد عبد الله بن الزبير فقال : يا أمير المؤمنين إن سيدي المغيرة يكلفني ما لا أطيق من الضريبة قال عمر : وكم كلفك ؟ قال : أربعة دراهم كل يوم قال : وما تعمل ؟ قال : الأرحاء - وسكت عن سائر أعماله فقال : في كم تعمل الرحى ؟ فأخبره قال : وبكم تبيعها ؟ فأخبره فقال : لقد كلفك يسيرا انطلق فأعط مولاك ما سألك فلما ولى قال عمر : ألا تجعل لنا رحى ؟ قال : بل أجعل لك رحى يتحدث بها أهل الأمصار ففزع عمر من كلمته قال : وعلي معه فقال : ما تراه أراد ؟ قال : أوعدك يا أمير المؤمنين قال عمر : يكفيناه الله قد علمت أنه يريد بكلمته غورا ( غورا : غور كل شيء قعره يقال فلان بعيد الغور أي حقود المصباح 1 / 624 . ب ) .
( ابن سعد )