35730 - عن سعيد بن المسيب قال : لما احتضر أبو بكر الصديق حضره ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم فقالوا : يا خليفة رسول الله زودنا فإنا نراك لما بك قال : كلمات من قالهن حين يمسي ويصبح جعل الله روحه في الأفق المبين قالوا : وما الأفق المبين ؟ قال : قاع تحت العرش فيه رياض وأشجار وأنهار يغشاه كل يوم ألف رحمة - أو قال : مائة رحمة - فمن مات على ذلك القول جعل الله روحه في ذلك المكان : اللهم إنك ابتدأت الخلق بلا حاجة بك إليهم فجعلتهم فريقين : فريقا للنعيم وفريقا للسعير فاجعلني للنعيم ولا تجعلني للسعير اللهم إنك خلقت الخلق فرقا وميزتهم قبل أن تخلقهم فجعلت منهم شقيا وسعيدا وغويا ورشيدا فلا تشقيني بمعاصيك اللهم إنك علمت ما تكسب كل نفس قبل أن تخلقها فلا محيص لها مما علمت فاجعلني ممن تستعمله بطاعتك اللهم إن أحدا لا يشاء حتى تشاء فاجعل مشيئتك لي أن أشاء ما يقربني إليك اللهم إنك قدرت حركات العباد فلا يتحرك شيء إلا بإذنك فاجعل حركاتي في تقواك اللهم إنك خلقت الخير والشر وجعلت لكل واحد منهما عاملا يعمل به فاجعلني من خير القسمين اللهم إنك خلقت الجنة والنار وجعلت لكل واحد منهما أهلا فاجعلني من سكان جنتك اللهم إنك أردت بقوم الهدى وشرحت صدورهم وأردت بقوم الضلالة وضيقت صدورهم فاشرح صدري للإيمان وزينه في قلبي اللهم إنك دبرت الأمور فجعلت مصيرها إليك فأحيني بعد الموت حياة طيبة وقربني إليك زلفى اللهم من أصبح وأمسى ثقته ورجاؤه غيرك فأنت ثقتي ورجائي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . قال أبو بكر : هذا كله في كتاب الله D .
( ابن أبي الدنيا في الدعاء )