35433 - { مسند أسامة } خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في حجته التي حجها فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلّم امرأة معها صبي لها فسلمت عليه فوقف لها فقالت : يا رسول الله هذا ابني فلان والذي بعثك بالحق ما زال في خنق واحد - أو كلمة تشبهها - منذ ولدته الى الساعة فاكتنع ( فاكتنع إليها : أي دنا منها . النهاية 4 / 204 . ب ) إليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فبسط يده فجعله بينه وبين الرحل ثم تفل في فيه ثم قال : اخرج عدو الله فإني رسول الله ثم ناولها إياه فقال : خذيه فلن ترين منه شيئا يريبك بعد اليوم إن شاء الله . فقضينا حجنا ثم انصرفنا فلما نزلنا بالروحاء فإذا تلك المرأة أم الصبي فجاءت ومعها شاة مصلية فقالت : يا رسول أنا أم الصبي الذي أتيتك به قالت : والذي بعثك بالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى هذه الساعة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا أسيم - قال الزهري : وهكذا كان يدعى به لخمسة - ناولني ذراعها فامتلخت الذراع فناولتها إياه فأكلها ثم قال : يا أسيم ناولني ذراعها فامتلخت الذراع فناولتها إياه فأكلها ثم قال : يا أسيم ناولني الذراع فقلت : يا رسول الله إنك قلت : ناولني الذراع فناولتكها فأكلنها ثم قلت : ناولني فناولتكها فأكلتها ثم قلت : ناولني الذراع وإنما للشاة ذراعان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم له : أما إنك لو أهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك .
ثم قال : يا أسيم قم فاخرج فانظر هل ترى مكانا يواري رسول الله صلى الله عليه وسلّم فخرجت فمشيت حتى حسرت فما قطعت الناس وما رأيت شيئا أرى أنه يواري أحدا وقد ملأ الناس ما بين السدين ( السدين : السد - بالفتح والضم - : الجبل والحاجز . المختار 232 . ب ) قال : فهل رأيت شجرا أو رجما ؟ قلت : بلى قد رأيت نخلات صغارا إلى جانبهن رجم من حجارة فقال : يا أسيم اذهب إلى النخلات فقل لهن : يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يلتحق بعضكن ببعض حتى تكن سترة لمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم : وقل ذلك للرجم فأتيت النخلات فقلت لهن الذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلّم فو الذي بعثه بالحق نبيا لكأني أنظر إلى تعاقرهن بعروقهن وترابهن حتى لصق بعضهن ببعض فكن كأنهن نخلة واحدة وقلت ذلك للحجارة فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى علا بعضهن بعضا فكن كأنهن جدار .
فأتيته فأخبرته فقال : خذ الإداوة فأخذتها ثم انطلقنا نمشي فلما دنونا منهن سبقته فوضعت الإداوة ثم انصرفت إليه فانطلق فقضى حاجته ثم أقبل وهو يحمل الإداوة فأخذتها ثم رجعنا فلما دخل الخباء قال لي : يا أسيم انطلق إلى النخلات فقل لهن يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن ترجع كل نخلة منكن إلى مكانها وقل ذلك للحجارة فأتيت النخلات فقلت لهن الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعافرهن وترابهن حتى عادت كل نخلة منهن إلى مكانها وقلت ذلك للحجارة فو الذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى عاد كل حجر إلى مكانه فأتيته فأخبرته بذلك صلى الله عليه وسلّم .
( ع وأبو نعيم هق معا في الدلائل وحسنه ابن حجر في المطالب العالية ( أورده ابن حجر في المطالب العالية ( 4 / 10 ) بطوله وقال : إسناد حسن . ص ) والبوصيري في زوائد العشرة )