14107 - عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة أن أقبل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك فقال : لا والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي وأقاتلكم بمن تبعني من قومي وعشيرتي فلما جاء الخبر إلى أبي بكر قال بشير بن سعد : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم إنه قد أبى ولج ( ولج : لججت بالكسر لجاجا ولجاجة بفتح اللام فيهما فأنت لجوج ولجوجة والهاء للمبالغة ولججت بالفتح تلج بالكسر لغة والملاجة : التمادى في الخصومة . المختار من صحاح اللغة ( 468 ) ب ) وليس بمبايعكم أو يقتل ولن يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته ولن يقتلوا حتى تقتل الخزرج ولن تقتل الخزرج حتى تقتل الأوس فلا تحركوه فقد استقام لكم الأمر فإنه ليس بضاركم إنما هو رجل وحده ما ترك فقبل أبو بكر نصيحة بشير فترك سعدا فلما ولي عمر لقيه ذات يوم في طريق المدينة فقال : ايه ( إيه : هذه كلمة يراد بها الاستزادة وهي مبنية على الكسر فإذا وصلت نونت فقلت : إيه حدثنا وإذا قلت : إيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت النهاية ( 1 / 87 ) ب ) يا سعد فقال [ سعد ] : إيه يا عمر فقال عمر : أنت صاحب ما أنت صاحبه فقال سعد : نعم أنا ذلك وقد أفضي إليك هذا الأمر كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد أصبحت والله كارها لجوارك فقال عمر : إنه من كره جوار جار تحول عنه فقال سعد : أما أني غير [ مستنسئ ] بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك [ قال ] فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج [ مهاجرا ] إلى الشام في أول خلافة عمر فمات بحوران ( بحوران : حوران بالفتح وسكون الواو موضع بالشام . المختار من صحاح اللغة ( 124 ) ب ) .
( ابن سعد ) ( ما بين الحاصرتين من الطبقات الكبرى لابن سعد ( 3 / 616 ) ص )