فلتجىء معك بطائفة من الملائكة تشهد لك بصدقك في نبوءتك وروي أنهم قالوا فمن يشهد لك ففي ذلك نزلت الآية أي الله يشهد بيني وبينكم ثم أخبر سبحانه أنه يحشرهم على الوجوه حقيقة وفي هذا المعنى حديث قيل يا رسول الله كيف يمشى الكافر على وجهه قال أليس الذي أمشاه في الدنيا على رجلين قادرا على أن يمشيه في الآخرة على وجهه قال قتادة بلى وعزة ربنا ت وهذا الحديث قد خرجه الترمذي من طريق أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف ركبانا ومشاة وعلى وجوههم الحديث .
وقوله كلما خبت أي كلما فرغت من أحراقهم فسكن اللهيب القائم عليهم قدر ما يعادون ثم يثور فتلك زيادة السعير قاله ابن عباس قال ع فالزيادة في حيزهم وأما جهنم فعلى حالها من الشدة لا فتور وخبت النار معناه سكن اللهيب والجمر على حاله وخمدت معناه سكن الجمر وضعف وهمدت معناه طفئت جملة .
وقوله سبحانه ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا الآية الإشارة بذلك إلى الوعيد المتقدم بجهنم .
قوله D أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض الآية الرؤية في هذه الآية هي رؤية القلب وهذه الآية احتجاج عليهم فيما استبعدوه من البعث والأجل هاهنا يحتمل أن يريد به القيامة ويحتمل أن يريد أجل الموت .
وقوله سبحانه قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي الآية الرحمة في هذه الآية المال والنعم التي تصرف في الأرزاق .
وقوله خشية الأنفاق المعنى خشية عاقبة الإنفاق وهو الفقر وقال بعض اللغويين انفق الرجل معناه افتقر كما تقول اترب واقتر .
وقوله وكان الإنسان قتورا أي ممسكا يريد أن في طبعه ومنتهى نظره أن الأشياء تتناهى وتفنى فهو لو ملك خزائن رحمة الله لأمسك خشية الفقر وكذلك يظن أن قدرة الله تقف دون البعث والأمر ليس