فامرهم الله بالجهاد ثانية فذلك قوله وقاتلوا في سبيل الله قال ع وهذا القصص كله لين الاسناد وانما اللازم من الآية ان الله تعالى اخبر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلّم اخبارا في عبارة التنبيه والتوقيف عن قوم من البشر خرجوا من ديارهم فرارا من الموت فاماتهم الله ثم احياهم ليعلموا هم وكل من خلف بعدهم إن الإماتة إنما هي بإذن الله لا بيد غيره فلا معنى لخوف خائف وجعل الله تعالى هذه الآية مقدمة بين يدي امره المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلّم بالجهاد هذا قول الطبري وهو ظاهر رصف الآية والجمهور على أن الوف جمع الف وهو جمع كثرة وقال ابن زيد في لفظة الوف إنما معناها وهم مؤتلفون وقوله تعالى أن الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون الآية تنبيه على فضله سبحانه على هؤلاء القوم الذين تفضل عليهم بالنعم وأمرهم بالجهاد وإن لا يجعلوا الحول والقوة إلا له سبحانه حسبما أمر جميع العالم بذلك فلم يشكروا نعمته في جميع هذا بل استبدوا وظنوا أن حولهم وسعيهم ينجيهم وهذه الآية تحذير لسائر الناس من مثل هذا الفعل أي فيجب أن يشكر الناس فضله سبحانه في ايجاده لهم ورزقه اياهم وهدايته بالأوامر والنواهي فيكون منهم المبادرة إلى امتثالها لا طلب الخرص عنها وفي تخصيصه تعالى الأكثر دلالة على أن الأقل الشاكر وقوله تعالى وقاتلوا في سبيل الله الآية الجمهور أن هذه الآية مخاطبة لامة محمد صلى الله عليه وسلّم بالقتال في سبيل الله وهو الذي ينوي به أن تكون كلمة الله هي العليا حسب الحديث وقال ابن عباس والضحاك الأمر بالقتال هو للذين احيوا من بني اسراءيل قال الطبري ولاى وجه لهذا القول ثم قال تعالى من ذا الذي يقرض الله الآية فدخل في ذلك المقاتل في سبيل الله فانه يقرض رجاء ثواب الله كما فعل عثمان في جيش العسرة ويروى أن هذه الآية لما