أموالهم ونساءهم وأبناءهم على المسلمين وأعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل وسهمان الرجال وأخرج منها الخمس وكان للفرس سهمان وللفارس سهم وللراجل الذي ليس له فرس سهم وكانت الخيل في تلك الغزوة ستة وثلاثين فرسا وهو أول فيء وقعت فيه السهمان وأخرج منه الخمس على ما ذكر إبن إسحاق ثم بعث رسول الله سعد بن زيد الأنصاري أخا بني عبدالأشهل بسبايا القوم وكانت السبايا كلها على ما قيل سبعمائة وخمسين إلى نجد فأبتاع بها لهم خيلا وسلاحا وكان E قد أصطفى لنفسه الكريمة من نسائهم ريحانة بنت عمرو وكانت في ملكه حتى توفي وقد كان E عرض عليها أن يتزوجها ويضرب عليها الحجاب فقالت : يارسول الله بل تتركني في ملك فهو أخف على وعليك فتركها وكانت حين سباها قد أبت إلا اليهودية فعزلها E ووجد في نفسه لذلك فبينما هو صلى الله تعالى عليه وسلم مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال : إن هذا لنعلا إبن شعبة جاء يبشرني بإسلام ريحانة فجاءه فقال : يارسول الله قد أسلمت ريحانة فسره ذلك من أمرها وكان الفتح على ما في البحر في آخر ذي القعدة وهذه الغزوة وغزوة الخندق كانتا في سنة واحدة كما يدل عليه ما ذكرناه أول القصة وهو الصحيح خلافا لمن قال : إن كلا منهما في سنة ولما أنقضى شأن بني قريظة إنفجر لسعد رضي الله تعالى عنه جرحه فمات شهيدا وقد أستبشرت الملائكة عليهم السلام بروحه وأهتز له العرش وفي ذلك يقول رجل من الأنصار : وما أهتز عرش الله من موت هالك سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو وأستشهد يوم بني قريظة على ما روى عن إبن إسحاق من المسلمين ثم من بني الحرث بن الخزرج خلاد بن سويد إبن ثعلبة بن عمرو طرحت عليه رحا فشدخته شدخا شديدا وذكروا أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : إن له لأجر شهيدين ومات أبو سنان بن محصن بن حرثان أخو بني أسد بن خزيمة ورسول الله E محاصر بني قريظة فدفن في مقبرتهم التي يدفنون فيها اليوم وإليه دفنوا موتاهم في الإسلام وتمام الكلام فيما وقع في هذه الغزوة في كتب السير وقوله تعالى : وأورثكم أرضهم عطف على قوله سبحانه وتعالى : أنزل إلخ والمراد بأرضهم مزارعهم وقدمت لكثرة المنفعة بها من النخل والزروع .
وفي قوله عزوجل : أورثكم إشعار بأنه إنتقل إليهم ذلك بعد موت أولئك المقتولين وأن ملكهم إياه ملك قوي ليس بعقد يقبل الفسخ أو الإقالة وديارهم أي حصونهم وأموالهم نقودهم ومواشيهم وأثاثهم التي أشتملت عليها أرضهم وديارهم أخرج إبن أبي شيبة وإبن جرير وإبن المنذر وإبن أبي حاتم عن قتادة من خبر طويل أن سعدا رضي الله تعالى عنه حكم كما حكم بقتل مقاتلهم وسبي ذراريهم بأن أعقارهم للمهاجرين دون الأنصار فقال قومه : أتؤثر المهاجرين بالأعقار علينا فقال : إنكم ذوو أعقار وأن المهاجرين لا أعقار لهم وأمضى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حكمه .
وفي الكشاف روى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم جعل عقارهم للمهاجرين دون الأنصار فقالت الأنصار في ذلك فقال E : إنكم في منازلكم وقال عمر رضي الله تعالى عنه : أما تخمس كما خمست يوم بدر قال : لا إنما جعلت هذه لي طعمة دون الناس قال : رضينا بما صنع الله تعالى ورسوله