الفرسان معهم وقتل علي كرم الله تعالى وجهه عمرا في قصة مشهورة فأنهزمت خيله حتى اقتحمت من الخندق هاربة وقتل مع عمرو منبه بن عثمان بن عبدالدار ونوفل بن عبدالعزى وقيل : وجد نوفل في جوف الخندق فجعل المسلمون يرمونه بالحجارة فقال لهم : قتلة أجمل من هذه ينزل بعضكم أقاتله فقتله الزبير بن العوام .
وذكر إبن إسحاق أن عليا كرم الله تعالى وجهه طعنه في ترقوته حتى أخرجها من مراقه فمات في الخندق وبعث المشركون إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يشترون جيفته بعشرة آلاف فقال النبي E : هو لكم لا نأكل ثمن الموتى ثم أنزل الله تعالى النصر وذلك قوله تعالى : فأرسلنا عليهم ريحا عطف على جاءتكم مسوق لبيان النعمة إجمالا وسيأتي إن شاء الله تعالى بقيتها في آخر القصة .
وجنودا لم تروها وهم الملائكة عليهم السلام وكانوا على ما قيل ألفا روى أن الله تعالى بعث عليهم صبا باردة في ليلة باردة فأخصرتهم وسفت التراب في وجوههم وأمر الملائكة عليهم السلام فقلعت الأوتاد وقطعت الأطناب وأطفأت النيران وأكفأت القدور وماجت الخيل بعضها في بعض وقذف في قلوبهم الرعب وكبرت الملائكة في جوانب عسكرهم فقال طليحة بن خويلد الأسدي : أما محمد فقد بدأكم بالسحر فالنجاء النجاء فأنهزموا وقال حذيفة Bه وقد ذهب ليأتي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بخبر القوم خرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد وإذا رجل أدهم ضخم يقول بيده على النار ويمسح خاصرته ويقول : الرحيل الرحيل لا مقام لكم وإذا الرجل في عسكرهم ما يجاوز عسكرهم شبرا فوالله إني لأسمع صوت الحجارة في رحالهم وفرشهم والريح تضربهم ثم خرجت نحو النبي E فلما صرت في نصف الطريق أو نحو ذلك إذا أنا بنحو عشرين فارسا متعممين فقالوا : أخبر صاحبك أن الله تعالى كفاه القوم .
وقرأ الحسن وجنودا بفتح الجيم وقرأ أبو عمرو في رواية وأبو بكر في رواية أيضا لم يروها بياء الغيبة وكان الله بما تعملون من حفر الخندق وترتيب مبادي الحرب أعلاء لكلمة الله تعالى وقيل : من إلتجائكم إليه تعالى ورجائكم من فضله عزوجل .
وقرأ أبو عمرو يعملون بياء الغيبة أي بما يعمله الكفار من التحرز والمحاربة وإغراء بعضهم بعضا عليها حرصا على إبطال حقكم وقيل : من الكفر والمعاصي بصيرا 9 ولذلك فعل ما فعل من نصركم عليهم والجملة إعتراض مقرر لما قبله إذ جاؤكم بدل من إذ جاءتكم بدل كل من كل وقيل : هو متعلق بتعملون أو ببصيرا من فوقكم من أعلى الوادي من جهة المشرق والإضافة إليهم لأدنى ملابسة والجائي من ذلك بنو غطفان ومن تابعهم من أهل نجد وبنو قريظة وبنو النضير ومن أسفل منكم من أسفل الوادي من قبل المغرب والجائي من لك قريش ومن شايعهم من الأحابيش وبنى كنانة وأهل تهامة وقيل : الجائي من فوق بنو قريظة ومن أسفل قريش وأسد وغطفان وسليم وقيل : غير ذلك .
ويحتمل أن يكون من فوق ومن أسفل كناية عن الإحاطة من جميع الجوانب كأنه قيل : إذ جاؤكم محيطين