كهداهد كسر الرماة جناحه .
ونظير ذلك دوابه وشوابه في دويبة وشويبة .
والظاهر أن قوله عليه السلام ذلك مبني على أنه ظن حضوره ومنع مانع له من رؤيته أي عدم رؤيتي إياه مع حضوره لأي سبب ألساتر أم لغيره ثم لاح له أنه غائب فاضرب عن ذلك وأخذ يقول : أم كان من الغائبين .
2 .
- كأنه يسأل عن صحة ما لاح له فأم هي المنقطعة كما في قولهم إنها لابل أم شاء .
وقال ابن عطية : مقصد الكلام الهدهد غاب ولكنه أخذ اللازم من مغيبه وهو أن لايراه فاستفهم على جهة التوقيف عن اللازم وهذا ضرب من الايجاز والاستفهام الذي في قوله مالي ناب مناب الهمزة التي تحتاجها أم انتهى .
وظاهره أن أم متصلة والهمزة قائمة مقام همزة الاستفهام فالمعنى عنده أغاب عني الآن فلم أره حال التفقد أم كان ممن غاب قبل ولم أشعر بغيبته والحق ما تقدم وقيل في الكلام قلب والأصل ما للهدهد لا أراه ولا يخفى أنه لاضرورة إلى ادعاء ذلك نعم قيل هو أوفق بكون التفقد للعناية وذكر أن اسم هدا الهدهد يعفور وكون الهدهد يرى الماء تحت الأرض رواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وأخرج ابن أبي حاتم وسعيد بن منصور عن يوسف بن ماهك أن ابن عباس حين قال ذلك اعترض عليه نافع بن الأزرق كعادته بأنه كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ ويوضع فيه الحبة وتستر بالتراب فيصطاد فقال رضي الله تعالى عنه إن البصر ينفع مالم يأت القدر فاذا جاء القدر حال دون البصر فقال ابن الأزرق : لاأجادلك بعدها بشيء ولا مانع من أن يقال يجوز أن يرى الحبة أيضا إلا أنه لايعرف أن التقاطها من الفخ يوجب اصطياده وكثير من الطيور وسائر الحيوانات يصطاد بما يراه بنوع حيلة .
ويجوز أيضا أن يراها ويعرف المكيدة في وضعها الا أن القدر يغلب عليه فيظن أنه ينجو إذا التقطها باحد وجوه يتخيلها فيكون نظير من يخوض المهالك لظن النجاة مع مشاهدة هلاك الكثير ممن خاضها قبله وإذا أراد الله تعالى بقوم أمرا سلب من ذوي العقول عقولهم نعم ان رؤيته الماء تحت الأرض وان جاز على ماتقتضيه أصول الاشاعرة امر يستبعده العقل جدا ولا جزم لي بصحة الخبر السابق وتصحيح الحاكم