بإضمار اذكر وقيل هو البدل من الساعة وفتح لبنائه كما قيل في قوله تعالى هذا يوم ينفع على قراءة يوم بالفتح وقيل بدل من زلزلة أو منصوب به إن اغتفر الفصل بين المصدر ومعموله الظرفي بالخبر وجملة تذهل على هذه الأوجه في موضع الحال من ضمير المفعول والعائد محذوف أي تذهل فيها والذهول شغل يورث حزنا ونسيانا والمرضعة هي التي في حال الإرضاع ملقمة ثديها وهي بخلاف المرضع بلا هاء فإنها التي من شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به وخص به نحاة الكوفة أم الصبي بمرضعة بالهاء والمستأجرة بمرضع ويرده قول الشاعر : كمرضعة أولاد أخرى وضيعت بني بطنها هذا الضلال عن القصد والتعبير به هنا ليدل على شدة الأمر وتفاقم الهول والظاهر أن ما موصولة والعائد محذوف أي عن الذي أرضعته والتعبير بما لتأكيد الذهول وكون الطفل الرضيع بحيث لا يخطر ببالها أنه ماذا لأنها تعرف شيئيته لكن لا تدري من هو بخصوصه وقيل مصدرية أي تذهل عن إرضاعها والأول دل على شدة الهول وكمال الإنزعاج والكلام على طريق التمثيل وأنه لو كان هناك مرضعة ورضيع لذهلت المرضعة عن رضيعها في حال إرضاعها إياه لشدة الهول وكذا ما بعد وهذا ظاهر إذا كانت الزلزلة عند النفخة الثانية أو في يوم القيامة حين أمر آدم عليه السلام ببعث بعث النار وبعث الجنة أن لم نقل بأن كل أحد يحشر على حاله التي فارق فيها الدنيا فتحشر المرضعة مرضعة والحامل حاملة كما ورد في بعض الآثار وأما إذا قلنا بذلك أو بكون الزلزلة في الدنيا فيجوز أن يكون الكلام على حقيقته ولا يضر في كونه تمثيلا أن الأمر إذ ذاك أشد وأعظم وأهول مما وصف وأطم لشيوع ما ذكر في التهويل كما لا يخفى على المنصف النبيل .
وقريء تذهل من الإذهال مبنيا للمفعول وقرأ ابن أبي عبلة واليماني تذهل منه مبنيا للفاعل و كل بالنصب أي يوم تذهل الزلزلة وقيل : الساعة كل مرضعة وتضع كل ذات حمل حملها أي تلقي ذات جنينها لغير تمام وإنما لم يقل وتضع كل حاملة ما حملت على وزان ما تقدم لما أن ذلك ليس نصا في المراد وهو وضع الجنين بخلاف ما في النظم الجليل فإنه نص فيه لأن الحمل بالفتح ما يحمل في البطن من الولد وإطلاقه على نحو الثمرة في الشجرة للتشبيه بحمل المرأة وللتنصيص على ذلك من أول الأمر لم يقل وتضع كل حاملة حملها كذا قيل وتعقب بأن في دعوى تخصيص الحمل بما يحمل في البطن من الولد وإن إطلاقه على نحو التمرة في الشجرة للتشبيه بحثا ففي البحر الحمل بالفتح ما كان في بطن أو على رأس شجرة .
وفي القاموس الحمل ما يحمل في البطن من الولد جمعه حمال وأحمال وحملت المرأة تحمل علقت ولا يقال حملت به أو قليل وهي حامل وحاملة والحمل ثمر الشجر ويكسر أو الفتح لما بطن من ثمره والكسر لما ظهر أو الفتح لما كان في بطن أو على رأس شجرة والكسر لما على ظهر أو رأس أو ثمر الشجر بالكسر مالم يكبر فإذا كبر فبالفتح جمعه إحمال وحمول وحمال أه وقيل : المتبادر وضع الجنين بأي عبارة كان التعبير إلا أن ذات حمل أبلغ في التهويل من حامل أو حاملة لإشعاره بالصحبة المشعرة بالملازمة فيشعلا الكلام بأنه الحامل تضع إذ ذاك الجنين المستقر في بطنها المتمكن فيه هذا مع ما في الجمع بين ما يشعر بالمصاحبة وما يشعر بالنفارقة وهو الوضع من اللطف فتأمل فلمسلك الذهن اتساع .
وترى الناس بفتح التاء والراء على خطاب كل واحد من المخاطبين برؤية الزلزلة والإختلاف بالجمعية