ولا يدي في حميت السمن تندخل 1 .
وأنكر أبو حاتم هذه القراءة وقال : إنما هي بالتاء بناء على إنكار هذه اللغة وليس بذاك لولوا أي لصرفوا وجوههم وأقبلوا وقريء لوألوا أي لالتجأوا إليه أي إلى أحد ما ذكر وهم يجمحون .
75 .
- أي يسرعون في الذهاب إليه بحيث لا يردهم شيء كالفرس الجموح وهو النفور الذي لا يرده لجام وروى الأعمش عن أنس ابن مالك أنه قرأ يجمزون بالزاي وهو بمعنى يجمحون ويشتدون ومنه الجمازة الناقة الشديدة العدو وأنكر بعضهم كون ما ذكر قراءة وزعم أنه تفسير وهو مردود .
والجملة الشرطية إستئناف مقرر لمضمون ما سبق من أنهم ليسوا من المسلمين وأن التجاءهم إلى الإنتماء إليهم إنما هو للتقية إضطرارا وإيثار صيغةالإستقبال في الشرط وإن كان المعنى على المضي لإفادة إستمرار عدم الوجدان حسبما يقتضيه المقام ونظير ذلك لو تحسن إلي لشكرتك نعم كثيرا ما يكون المضارع المنفي الواقع موقع الماضي لإفادة إنتفاء إستمرار الفعل لكن ذلك غير مراد ههنا ومنهم من يلمزك في الصدقات أي يعيبك في شأنها وقرأ يعقوب يلمزك بضم الميم وهي قراءة الحسن والأعرج وقرأ ابن كثير يلامزك وهو من الملامزة بمعنى اللمز والمشهور أنه مطلق العيب كالهمز ومنهم من فرق بينهما بأن اللمز في الوجه والهمز في الغيب وهو المحكى عن الليث وقد عكس أيضا وأصل معناه الدفع فإن أعطوا منها بيان لفساد لمزهم وأنه لا منشأ له إلا حرصهم على حطام الدنيا أي إن أعطيتهم من تلك الصدقات قدر ما يريدون رضوا بما وقع في القسمة واستحسنوا فعلك وإن لم يعطوا منها ذلك المقدار إذا هم يسخطون .
85 .
- أي يفاجئون السخط و إذا نابت مناب فاء الجزاء وشرط لنيابتها عنه كون الجزاء جملة إسمية ووجه نيابتها دلالتها على التعقيب كالفاء وغاير سبحانه بين جوابي الجملتين إشارة إلى أن سخطهم ثابت لا يزول ولا يفنى بخلاف رضاهم وقرأ أياد بن لقيط إذا هم ساخطون والآية نزلت في ذي الخويصرة واسمه حرقوص بن زهير التميمي جاء ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقسم غنائم هوازن يوم حنين فقال : يا رسول الله أعدل فقال E : ومن يعدل إذا لم أعدل فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله إئذن لي أضرب عنقه فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السم من الرمية الحديث وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : لما قسم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم غنائم حنين سمعت رجلا يقول : إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله تعالى فأتيت النبي E فذكرت ذلك له فقال : رحمة الله تعالى على موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ونزلت الآية