رضى الله تعالى عنه بهذه الهيئة الاجتماعية جاءوا النبى صلى الله عليه و سلم وطلبوا منه تعينن الإمام بعده مما لم يذكر المؤرخون وأهل السير من الفريقين فيما أعلم بل هو محض زور وبهتان نعوذ بالله تعالى منه .
ومن وقف على تلك القصيدة الشنيعة بأسرها ومايرويه الشيعة فيها وكان له أدنى خبرة رأى العجب العجاب وتحقق أن قعاقع القوم كصرير باب أو كطنين ذباب ثم ان الأخبار الواردة من طريق أهل السنة الدالة على أن هذه الآية نزلت فى على كرم الله تعالى وجهه على تقدير صحتها وكونها بمرتبة يستدل بها ليس فيها أكثر من الدلالة على فضله كرم الله تعالى وجهه وأنه ولى المؤمنين بالمعنى الذى قررناه ونحن لاننكر ذلك وملعون من ينكره وكذا ماأخرجه ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه ليس فيه أكثر من ذلك والتنصيص عليه كرم الله تعالى وجهه بالذكر لما قدمناه وقال بعض أصحابنا على سبيل التنزيل : إن الآية على خبر ابن مسعود وكذا خبر الغدير على الرواية المشهورة على تقدير دلالتهما على أن المراد الأولى بالتصرف لابد أن يقيدا بما يدل على ذلك فى المآ ل وحينئذ فمرحبا بالوفاق لأن أهل السنة قائلون بذلك حين إمامته ووجهه تخصيص الأمير كرم الله تعالى وجهه حينئذ بالذكر ماعلمه E بالوحى من وقوع الفساد والبغى فى زمن خلافته وإنكار بعض الناس لإمامته الحقة وكون ذلك بعد الوفاة من غير فصل مما لايدل عليه والخبر المصدر بكأنى قد دعيت فأجبت ليس نصا فى المقصود كما لايخفى ومما يبعد دعوى الشيعة من أن الآية نزلت فى خصوص خلافة على كرم الله تعالى وجهه وأن الموصول فيها خاص قوله تعالى : والله يعصمك من الناس فان الناس فيه وإن كان عاما إلا أن المراد بهم الكفار ويهديك اليه إن الله لايهدى القوم الكافرين .
67 .
- فانه فى موضع التعليل لعصمته E وفيه إقامة الظاهر مقام المضمر أى لأن الله تعالى لايهديهم إلى أمنيتهم فيك ومتى كان المراد بهم الكفار بعد إرادة الخلافة بل لو قيل : لم يبعد لأن التخوف الذى تزعمه الشيعة منه صلى الله عليه و سلم وحاشاه فى تبليغ أمر الخلافة إنما هو من الصحابة رضى الله تعالى عنهم حيث أن فيهم معاذ الله تعالى من يطمع فيها لنفسه ومتى رأى حرمانه منها لم يبعد منه قصد الاضرار برسول الله صلى الله عليه و سلم والتزام القول والعياذ بالله D بكفر من عرضوا بنسبة الطمع فى الخلافة اليه مما يلزمه محاذير كلية أهونها تفسيق الأمير كرم الله تعالى وجهه وهو هو أو نسبة الجبن اليه وهو أسد الله تعالى الغالب أو الحكم عليه بالتقية وهو الذى لاتأخذه فى الله تعالى لومة لائم ولايخشى إلا الله سبحانه أو نسبة فعل الرسول الله صلى الله عليه و سلم بل الأمر الآلهى إلى العبث والكل كماترى لايقال : إن عندنا أمرين يدلان على أن المراد بالموصول الخلافة أحدهما أنه صلى الله عليه و سلم كان مأمورا بأبلغ عبارة بتبليغ الأحكام الشرعية التى يؤمر بها حيث قال سبحانه مخاطبا له E : فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين فلو لم يكن المراد هنا فرد هوأهم الأفراد وأعظمها شأنا وليس ذلك إلا الخلافة إذ بها ينتظم أمر الدين والدنيا لخلا الكلام عن الفائدة وثانيهما أن ابن إسحق ذكر فى سيرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس فى حجةالوداع خطبته التى بين فيها مابين فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس اسمعوا قولى فانى لاأدرى لعلى لاألقاكم بعد عامى هذا بهذا الموقف أبدا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألنكم عن أعمالكم وقد بلغت ثم أوصى