268 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني عمر بن حفص بن غياث Y عن أبيه قال : .
كنا ذات يوم عند ابن ذر وهو يتكلم فذكر رواجف القيامة وزلازلها وأهوالها وشدة الأمر يومئذ هناك .
قال : واستبكى ابن ذر وبكى الناس يومئذ بكاء شديدا .
قال : فوثب رجل من بني عجل يقال له وراد فجعل يبكي ويصرخ ويضطرب حتى هدأ .
قال : ثم حمل من بين القوم صريعا .
قال : فجعل ابن ذر يومئذ يبكي ويقول : ليس كلنا قد أتاه الأمان من الله يا وراد غيرك ! ليس كلنا قد أيقن بالنجاة من النار غيرك .
وتالله أيها الناس ما أخو بني عجل بأولى بالخوف من الله منا ومنك وما منا أحد إلا على مثل حاله بين خو ورجاء وإنا فيما ندبنا الله إليه من طاعته لمشتركون جميعا فما الذي قصر بنا وأسرع به وكلم قلبه حتى أبكاه فأخرجه إلى ما رأيتم من مخافة الله وكلنا قد سمع الموعظة وفهم التذكرة فلم يكن من أحد منا سواه لذلك حركه ولم تنبض من أحد منا في ذلك خارجة .
والله إن هذا يا أخا بني عجل إلا من صفاء قلبك وتركم الذنوب على قلوبنا وما أرانا نؤتى إلا من أنفسنا .
قال : ثم بكى ابن ذر وقرأ هذه الآية : { إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده }