صلصلة فيقول : لأمر ما خلقت ! ويدخل من فيه ويخرج من دبره ويقول للملائكة : لا ترهبوا منه فإن ربكم صمد وهذا أجوف لئن سلطت عليه لأهلكنه .
فلما بلغ الحين الذي يريد الله أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة : إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له فلما نفخ فيه الروح فدخل في رأسه عطس فقالت الملائكة : الحمد لله فقال : الحمد لله فقال الله له : يرحمك ربك .
فلما دخلت الروح في عنقه نظر إلى ثمار الجنة فلما دخلت إلى جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ إلى رجليه عجلا إلى ثمار الجنة .
وذلك قوله تعالى خلق الإنسان من عجل .
وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس قال : بعث رب العزة إبليس فأخذ من أديم الأرض : من عذبها ومالحها فخلق منها آدم .
فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى السعادة وإن كان ابن كافرين وكل شيء خلقه من مالحها فهو صائر إلى الشقاء وإن كان أبن نبيين .
قال : ومن ثم قال إبليس : أأسجد لمن خلقت طينا ؟ إن هذه الطينة أنا جئت بها .
ومن ثم سمي آدم لأنه أخذ من أديم الأرض .
وأخرج ابن جرير عن علي قال : إن آدم خلق من أديم الأرض .
فيه الطيب والصالح والرديء فكل ذلك أنت راء في ولده .
وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن أبي ذر " سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : إن آدم خلق من ثلاث تربات : سوداء وبيضاء وحمراء " .
وأخرج ابن سعد في الطبقات وعبد بن حميد وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات وابن عساكر عن سعيد بن جبير قال : خلق الله آدم من أرض يقال لها دحناء .
وأخرج الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا " الهوى والبلاء والشهوة معجونة بطينة آدم عليه السلام " .
وأخرج الطيالسي وابن سعد وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو يعلى وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وآله قال : لما صور الله تعالى آدم في الجنة تركه ما شاء أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف علم أنه خلق لا يتمالك .
ولفظ أبي الشيخ قال : خلق لا يتمالك ظفرت به "