قراءة في فكر ومرتكزات المنهج السلفي التكفير

قراءة في فكر ومرتكزات المنهج السلفي التكفير

 

 

قراءة في فكر ومرتكزات المنهج السلفي التكفير

 

الشيخ مصطفى ملص

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مما لا شك فيه ان الإسلام في أزمة، وان المسلمين في ضياع، أزمة الاسلام في تعريفه حيث تتناقض في تعريفه  مئات التعريفات، بين من يزعم أنه دين الرحمة والانسانية، ومن يدعي انه دين السيف وبين من يدعي انه انتشر بجهاد السيوف والقتال ، ومن يدعي أنه دين الدعوة والحجة والبرهان .

والمسلمون في أزمة وضياع ازاء كل تلك الدعوات فمن معتقد أن واجب المسلم هو اصلاح نفسه واكتساب رضى ربه ، ومن معتقد أن واجب المسلم أن يحول العالم كله الى الاسلام وان رسالته اصلاح العالم.

والمشكلة أن هذا التناقض الفكري ليس محصوراً فيمن هم أهل للمسألة، بل إن عوام الناس  من قليلي المعرفة أو الجهلة أو الادعياء أو اصحاب المصالح يتداولون المسائل ويتكلمون فيها، لا بل يقيمون من أنفسهم سلطة دعوة وتنفيذ، ونرى منهم من لا يصلح لإمامة الصلاة في بيته يتحول عبر شاشات التلفزة الى داعية وواعظ وصاحب رؤية، ونرى منهم من لا يصلح لرعي الماشية يتحول الى قائد فصيل أو مجموعة او جبهة آلت على نفسها إقامة حكم الله في الأرض بالقوة والإكراه.

وفي المقابل ترى من هم أهل للنظروالتفكير والتدبر محاصرين ويضيق عليهم ويحال بينهم وبين الناس بشتى الطرق والوسائل، من قبل أهل السلطة كما من قبل عصابات الجهل والتخلف المتنطعين لتوجيه الناس وإرشادهم الى الضلال ، وبالتالي الى النار.

وهنا قد يخرج علينا من يقول ان  الاسلام ليس في أزمة وأن أمة محمد بخير الى يوم الدين وان الله عز وجل يقول:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الخير بي  وبامتي الى يوم القيامة". ولهذا وأمثاله نقول "إنكم تزعمون بهذه الردود أنكم تحمون الاسلام وتدافعون عنه، ولكنكم في الحقيقة تسيئون الى الدين وتعمّون على ظواهر الإنحراف فالمشكلة ليست مع النص المقدس، وإنما المشكلة مع شراح النص، الذين يُخضعون الشرح لأهوائهم ورغباتهم ومصالحهم ولأفهامهم الخاطئة والمنحرفة.

 

 

حديث الفرقة الناجية

من أخطر الأمور ان ينقل اليك خبر غير موثوق فتعمل بموجبه وتَبني عليه مواقف وتتخذ بالاستناد اليه  قرارات مصيرية ثم يتبين لك أن هذا الخبر غير موثوق، وهناك شك بصدوره من الجهة التي نسب اليها.

فكيف اذا كان هذا الخبر مشبوهاً وتقف وراءَه  جهات سياسية أو ذات مصلحة تريد أن تستفيد منه، وأن تكتسب من ورائه شرعية معينة او تريد تغطية لأمور أخرى مشبوهة في الأصل.

هذا هو حال الحديث الذي استند اليه كل دعاة الفتنة والفرقة وتمزيق الأمة، والمسمى حديث الفرقة الناجية الذي ينسبونه الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.  وهو حديث فيه من الخلل في متنه وسنده بقدر عدد كلماته ، وفيه من التناقض مع كتاب الله عز وجل "القران الكريم" بقدر عدد المعاني المستنبطة منه، وقد تحدث فيه وعنه العديد من العلماء ، واظهروا نقاط الضعف والخلل فيه، وبينوا كيف أنه يتناقض مع الكثير من ايات القران الكريم، ومع العديد من الاحاديث النبوية .  (راجع في هذا الموضوع كتاب "هل الجنة للمسلمين وحدهم ، للشيخ حسين الخشن .. مقال بعنوان "الفرقة الناجية" للشيخ حسين الخشن على موقع : Arabie.bayyenat.org.lb )

هذا الحديث المضطرب وغير الصحيح كان المستند الأساس للقول بتكفير الفرق الاسلامية لبعضها البعض، حيث ذهبت كل فرقة الى أنها الفرقة الناجية من الفرق الثلاث والسبعين التي ذكر "الحديث" أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستنقسم اليها كما افترقت النصارى على اثنان وسبعين فرقة واليهود على واحد وسبعين فرقة وأن باقي الفرق في النار. ومن المسائل التي يثيرها الحديث أن أمة محمد ستكون أسوء من أمم اليهود والنصارى وانها ستزيد عليهم في الفرقة والتمزق، وهذا ايضاً ينفي عنها صفة أطلقها القران الكريم  عليها بقوله تعالى :" كنتم خير امة اخرجت للناس " ما يعني في مضمونه تكذيباً لكتاب الله عز وجل .

والمصيبة ان الإتجاه التكفيري يصر على اعتبارالحديث صحيحاً امعاناً في مسيرته  التي تهدف الى اخراج كل من خالفهم من الملة، وحصر الاسلام الصحيح بفهمهم للدين، ولأن الحديث ينتشر بشكل واسع بين  المسلمين على اختلاف مذاهبهم وفرقتهم فإن عوام الناس وعوام الخطباء والوعاظ مستمرون في  ترديده على المنابر، وفي احاديثهم مما يجعل هذا الحديث خطراً عاماً ويسوق لفكرة التكفير ولتمزيق الامة . لا سيما أن معظم اتباع المذاهب لا يعرفون في الحقيقة ما هي نقاط الإختلاف بين مذهبهم وبقية المذاهب، لذلك تراهم يستسلمون للإشاعات والإفتراءات والاكاذيب  التي يطلقها جهلة المذاهب بحق المذاهب المخالفة، والتي تكون في معظمها غير صحيحة كما هو حاصل حالياً بين السُّنة والشيعة حيث يزعم التكفيريون من السنة ان الشيعة يكذبون القران وانهم يزعمون انه ناقص او محرف، وانهم يتهمون أم المؤمنين عائشة (رض) بالزنى، وأن لديهم قرآن فاطمة وهو غير القرآن الذي بين أيادي  أهل السنة .

كما يزعم التكفيريون من الشيعة أن السنة يناصبون أهل البيت العداء وانهم يكرهونهم وأن السنة منهم عمريون وبكريون وبتريون وهكذا ، وهذه الاتهامات والافتراءات كلها ليست صحيحة، بحق الطرفين ، ولكن أعداء الوحدة أعداء الأمة واصحاب الإفهام السقيمة يصرون على بثها ، ويخصصون لها محطات فضائية ووسائل اعلام اخرى لنشرها.

وبالعودة الى حديث الفرقة الناجية الذي أهلك الأمّة وفرّق صفها  وجعل بأسها بينها، فإننا نقول إن السماح لمثل هذا الحديث بنخر صف المسلمين وضرب وحدة الأمة لا ينبغي أن يستمر ، ويجب على العلماء تسخير عقولهم وافهامهم وأقلامهم وألسنتهم لوضع حد له، وذلك   عبر التركيز على بيان خطله وضعفه واثاره السيئة، وتناقضه مع القران الكريم ومقاصد الاسلام السامية، وأن من جملة الاحاديث التي وضعت ووقف وراءها  الحكام والسلاطين ليتخذوا منه حجة ومستنداً لضرب وافناء خصومهم والتخلص من  كل معارضة يمكن أن تهدد مصالحهم.

 أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القائل : "من قال لا اله الا الله دخل الجنة" ، فكيف يستقيم حديث الفرقة الناجية مع هذا الحديث .

 

 التكفير وغاياته

التكفير هو الحكم بخروج الشخص المُكَفّر من ملة الاسلام ودخوله في عقائد أهل الكفر. 

وكثيراً ما يرمى الشخص بالكفر بسبب اراء ومواقف كلامية يطلق عليها مسائل عقائدية أو إعتقادية وهي تتعلق بصفات الله عز وجل وفهم هذه الصفات،  كما هي الخلاقات بين السلفية والأشاعرة ،أو بين السلفية والصوفية ، حيث يَعتبر أهل التصوف والأشعرية أن السلفيين مشبهة، فيما يصف السلفيون الأشاعرة بأنهم معطلة، فأولئك يشبهون الله بخلقه ، وهؤلاء يعطلون صفات الله بحجة التنزيه عن مشابهة المخلوقات وأوجه التكفير كثيرة وواسعة وهي كما قلنا –غالباً- ما تتعلق بمسائل كلامية أو أنها تتعلق بممارسات يعتبرها السلفيون "شركية" أي أن فاعلها مشرك بالله عز وجل، حيث يتهم السلفيون أهل التصوف والشيعة بأن لهم ممارسات شركية كزيارة مقامات الائمة والأولياء وتقديس المخلوقات، وغير ذلك.

ولو اقتصر الامر على التكفير بمعنى الحكم بكفر الفعل أو الفاعل دون أن يستتبع ذلك أحكام أخرى لكان الأمر سهلاً وانحصر في مجاله الفكري والاعتقادي، ولكن المشكلة تكمن في أن الحكم بكفر شخص معين او فئة من الناس بعينها يستتبع أحكاماً تتعلق بالمعاملات والعبادات وحصانة النفس الانسانية . مما يعني انها قد تطال الأحوال الشخصية والزواج والطلاق والإرث، وصحة العبادات من صلاة وصيام وحج وزكاة وعدم الدفن في مقابر المسلمين وعدم قبول الشهادة .... والأهم والأخطر  هو الحكم ان المرتد عن الاسلام يصبح مهدور الدم، ويستطيع كل أحد ان يبادر الى تنفيذ هذا الحكم كما يرى التكفيريون أو معظمهم.

وهناك في كتب الفقه ابواب بينت أحكام الردة وما ينتج عنها وهي ما يعمد التكفيريون  الى تنفيذها دون دراية بموجباتها ومسقطاتها، وبقية احكامها، وغايات التكفير ليست كلها غايات دينية، فهناك غايات اخرى يخفيها التكفيريون خلف ستار الدين ، لبلوغ مآربهم وأهدافهم ومعظمها غايات سياسية او سلطوية.

فغاية التكفير ليس إعادة الكافر الى حظيرة الإيمان والا لكان سبيلها الحوار الفكرية ونقاش المسائل المشتبهة ورد الحجة بالحجة والدليل والبرهان العقلي والنقلي، وعندما نقول النقلي فهذا يعني النقل الذي يقبله العقل وليس النقل الذي يفرض السيطرة باعتبار مصدره وليس باعتبار دلالاته .

لقد عَرَف  تاريخ المسلمين سلسلة طويلة من الأشخاص أو الجماعات التي حكم عليهم بالكفر إما ردة أو لإتيانها بأراء وافكار ومفاهيم اعتبرت هرطقة أو زندقة ، والزندقة كما ورد معناها في معجم المعاني هي القول بأزلية العالم، وأطلقت على بعض العقائد كالزردشية والمانوية ...  وتوسع فيها فأطلقت على كل شاكٍ او ضال اوملحد.

واعتبر البعض الزندقة نفاقاً بمعنى إبطان الكفر وإخفائه واظهار الإيمان، وهذا يعني محاكمة النوايا، وفتح الباب واسعاً امام أصحاب القوة أوالسلطة والنفوذ  ليرموا كل من يريدون التخلص منه بهذه التهمة السهلة التي يُفترض دليل الادانة فيها افتراضاً . وتُخضع اراء وافكار وطروحات المتهم لتفسيرات الأقوى لنفهم مضامينها.

لقد كان التكفير دائماً وسيلة بيد السلطة ، أو بيد المتمرد عليها، لتبرير الرغبات بالتخلص من الخصم ، بحجة خروجه من الملة او إفساده للدين ، وكونه يشكل خطراً على العقيدة.

وكان السيف دائماً  هو الوسيلة الوحيدة لوضع حد لهذا الفساد، وبحسب زعم القائلين به، وما نعيشه اليوم ليس الا استمراراً لذلك النهج الذي وجد سابقاً كما يوجد اليوم من يبرره من ادعياء العلم والفقه والإيمان، ممن يطمحون اما الى رضى السلطان ، او الى أن يصيروا هم أصحاب السلطة ، تارة باسم إقامة دولة الأسلام أو دولة الخلافة وإسقاط دول الكفر التي تحارب الاسلام والمسلمين .

ويبقى القول أن نؤكد أن الدعوة الاسلامية باعتبارها سبيل هداية للناس لإخراجهم من الظلمات الى النور تتنافى كلياً مع منهج التكفير وما يعتمده من وسائل عنفية،  فسيرة النبي محمد صلى

الله عليه وآله  لم تعرف هذا السلوك وكان النبي صلى الله عليه واله يدعو الناس كما امره الله تعالى :" أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

 

فقه السلطة وفقه الدعوة

إننا نجد اليوم الكثيرممن يحملون الألقاب العلمية ، والدعوية يخضعون لإبتزاز التكفيريين ، فنراهم إما مؤيدين لهم في سلوكهم العنفي لإقامة دولة الإسلام كما يرونها "دولة الخلافة" وإما انهم صامتون وساكتون عن تلك الأفكار والممارسات ولا يبدون فيها رأياً، ويقولون أو يقول بعضهم اذا ما سئل عن ممارسات التكفيريين إن هؤلاء لا يمكن تكفيرهم او الحكم بان ممارساتهم تتنافى مع الدين.أوالحقيقة، إن المسلمين أمام هذه المعضلة الكبرى في موقف لا يحسدون عليه، فهم ضائعون بين فقهين : فقه السلطة وفقه الدعوة.

والفرق بين الفقهين شاسع، وذلك لإختلاف الغايات والمقاصد لكل منهما، ففقه الدعوة يهدف الى تحوبل الناس من الكفر بالله تعالى الى الإيمان به وبرسله وببقية مقتضيات المنظومة الإيمانية في الإسلام والى سلوك إيماني واخلاقي ينسجم تماماً مع مقتضيات المنظومة الإيمانية، وأن يكون المؤمن حراً كاملاً لا يخضع الا لله عز وجل ، وان يفهم ان دوره في الحياة هو هداية الناس الى الإيمان وتمني الخير لهم مع شعور بالمحبة تجاههم، فالمؤمن وفق فقه الدعوة ومنهجها هو انسان صالح ومصلح في الوقت عينه وأن سبيله للإصلاح هو سبيل الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، وأن دعوته الى الله يجب أن لا تقتصر على الدعوة باللسان وإنما يجب أن تكون دعوة بالعمل، أي أنه يكون قدوة للناس بصلاحه وسلوكه وتقواه، أما فقه السلطة فله موضوع اخر وغايات مختلفة، وهو يرمي الى استلام السلطة والحفاظ عليها ومواجهة كل ما يتهدد هذا الوجود وهذه الاستمرارية.

 ولا يتحقق هذان الأمران بالدعوة الكلامية فقط، بل لا بد من وجود قوة تواجه وتحمي وتردع.

والقوة هنا ليست قوة الحجة والمنطق، وإنما هي قوة الردع والقهر ، ولأن المجتمع الانساني لا يقوم ولا يستوي أمره كما هو معروف حتى الآن الا بقيام سلطة تضبط الامور وتضع القوانين وتقضي بين الناس فيما يختلفون فيه، فقد كات الدولة هي الحل ، وكانت مطلباً لكل الأمم والشعوب وهي قد تتخذ أشكالاً مختلفة الا أنها تتفق على حصر السلطة بيدها.

والمجتمع الاسلامي الذي نشأ مع بداية الدعوة الاسلامية كغيره من المجتمعات احتاج الى هذه السلطة، بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فبادر بعد  تلك الوفاة الى  تعيين حاكم توضع السلطة بيده واتفق على تسميته بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أول خطبة لأبي بكر الصديق الخليفة هي:" وليت عليكم ولست بخيركم، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ،فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم".

وكانت السلطة في المجتمع الاسلامي الناشيء محل نزاع دائم منذ اجتماع السقيفة وما زالت . كانت فترة الحكم التي سميت بالخلافة الراشدة أكثر الفترات مراعاة لتوجيهات الدين الاخلاقية وبعيداً عن مظاهر الملك التي عرفتها المجتمعات المعاصرة لها. ثم تحولت بعد ذلك شيئاً فشيئاً مع استلام السلالة الأموية للسلطة الى ملك يشبه كثيراً ما عرفته تلك المجتمعات المعاصرة، واستمر الامر  بعد ذلك على ذات الصفة.

ولأن المجتمع الاسلامي لم يعرف الإستقرار في معظم الدول التي قامت فيه حيث كانت حركات التمرد والثورات والصرعات دائمة الوقوع ، وكان السبيل الأوحد  الذي اعتمد في المواجهة هو سبيل العنف والسلاح، ولأن كلا الطرفين في المواجهة كان يحتاج الى الشرعية التي تضمن له ولاء المجتمع أو دعمه او سكوته على الأقل، فقد كانت الشرعية الدينية هي الملاذ الوحيد، ولهذا لجأ اليها الطرفان المتصارعان او الأطراف المتنازعة، والسبيل الوحيد للحصول على هذه الشرعية هم الفقهاء ورجال الدين، ذلك أن النصوص الدينية التي تحدد وتنظم الدولة غير متوفرة، ولا بد من استخراج ذلك بواسطة الفقهاء والعلماء، لذلك لجأ الثائرون على السلطة الى علمائهم لتبرير خروجهم  على السلطان ، فيما لجأ السلطان الى علمائه لتبرير مسلكه وحماية سلطانه.

ونشأ عن ذلك ما يمكن تسميته فقه السلطة والذي يتحدث عن الحكم والحاكم ووجوب طاعته وحرمة الخروج عليه، ومدى صلاحياته في حماية الدولة، ومدى التداخل بين الدين والدولة ، واعتبار أن مهمة الدولة هي حماية بيضة الاسلام  بحسب التعبير الذي استخدمه الفقهاء، وأن الدين لا يقوم الا بقيام الدولة التي تنفذ أحكامه وتقيم حدوده، وجعلوا بذلك الدولة مطلباً دينياً يجب على كل مسلم أن يكون في خدمة هذا المطلب.

وقد استفاد من هذا الطرح معارضوا السلطة كما استفاد منه أهلها إذ ان  معارضي السلطة اعتبروا أن مهمتهم ومهمة المجتمع الاسلامي ايجاد السلطة التي تخدم الدين، وبما أن السلطة القائمة تتناقض مع تعاليم الدين فالواجب هو تغييرها، وليس بالإمكان تغييرها الا بالقوة والعنف، وبسط السيطرة.

أما السلطة او الحاكم فقد اتخذ من تلك الصفة أو المهمة التي أوكلت اليه ذريعة لضرب خصومه والقضاء على مناوئيه، وكل من يهدد استقرار حكمه ، لا سيما أهل الفكر والرأي والطروحات التغيرية، وكان سلاح التكفير هو السلاح الأمضى ، الذي يرمي به الخصوم ويعطي السلطة حق ملاحقتهم والتخلص منهم حماية للاسلام الذي تمثله السلطة.

وهكذا صار العنف هو السبيل الأوحد المعروف للتطهير، وما زال الأمر الى هذا الزمن هو الغالب على تصرفات الجماعات الاسلامية المناهضة للسلطة ، وعلى تصرفات السلطة ذاتها. بل ان معظم الحركات النغيرية  الاسلامية لا تجد سبيلاً سوى العنف، وتخلف فقه الدعوة كثيراً، وهو ما أطلق عليه فقه المرحلة المكية أي مرحلة الاستضعاف والتهيئة، في مقابل فقه المرحلة المدنية مرحلة التمكين والفتوحات.

 

السلفية الفكرية

تربى المسلمون على حديث نقلوه عن النبي صلى الله  عليه وسلم يقول فيه :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".

وقد شكل هذا الحديث صورة في وعي المسلمين أن الامتياز الذي كان عليه الجيل الأول ومن تلاه والجيل الثالث هو النموذج الذي لا يمكن لأحد أن يصل اليه بعد تلك القرون، وينصرف ذهن عامة الناس وخاصتهم الى أن تلك الخيرية عي عامة وشاملة ومطلقة تشمل العبادة والطاعة والعلم والأخلاق والسلوك وحتى الخيرية في مناحي الحياة العلمية.

وهذا التصور الذهني يؤدي الى التسليم بانه ليس بالإمكان أفضل مما كان لذلك علينا ان نرضى بالثبات على ما كان، لان البحث عن الأفضل إنما هو عبث وضياع للوقت والجهد، وأكثر ما تضرر من هذا الفهم هو الجانب العلمي، ذلك الجانب الذي أكدت ايات القران الكريم على ضرورة تنميته وتطويره، والتي أكدت أن النص القراني الكريم مفتوح على العقول  والأفهام التي ينبغي أن تعمل على تَدَّبره واستخراج مكنوناته ،            قال تعالى:" أفلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفالها ".

والناظر في نص الحديث بتمامه كما ورد عند البخاري ومسلم يدرك أن هذا الحديث فيه قرينة تدل على انه ليس على اطلاقه وأنما  هو مقيد في مجال معين وهو مجال الأمانة في النقل والشهادة او مجال فساد الذمم وهو ما نصه " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته " وربما كان الحديث اشارة الى ما وصل اليه حال المسلمين بعد تلك القرون ، وما شاع من وضع الاحاديث ونسيتها الى النبي صلى الله عليه واله وسلم  خدمة لأغراض خاصة ومشبوهة، مما دفع علماء الأمة الى وضع أسس علم الحديث رواية ودراية لحفظ تراث وأثر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من التحريف ومن الكذب عليه وهو المحذر في حديث اخر قائلاً:" من تَقَوَّل عليَّ ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار".

فالخيرية التي ذكرها الحديث هي في الامانة في النقل والشهادة، وأنه تضعف ثقة الناس ببعضهم فلا يصدفون الشهادة إلا إذا اقترنت باليمين.

وكان من أثر هذا الفهم السقيم للحديث أن سرى في الناس اعتبار أن الاولين أفضل من الآخرين مطلقاً وأن الفساد والضلال يزداد جيلاً فجيلاً الى قيام الساعة، لذلك وجب اعتبار السابق أفضل من اللاحق والسلف أفضل من الخلف، وبناءً عليه صار كل ما جاء من السلف أفضل وأطهر وانقى، لذلك كان التقيد به أسلم وأتقى.

وهكذا صار تقليد السلف أمراً مستحباً وممدوحاً، ونشأت السلفية الفكرية التي تعني البقاء ضمن حدود فهمهم للأمور وتحديدهم لها، بل صار كل مخالف لقولهم محدثٌ مبتدعٌ ولو كان في أمور العيش والحياة، وليس فقط في فهم الدين، وساعد على ذلك حديث اخر جاء فيه:" إياكم ومحدثات الأمورفإنَّ كل محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار". وجرى تعميم هذا الحديث أيضاً على كل مناحي الحياة بدل أن يقتصر على أمر العبادات في الدين، فصار ينظر من قبل من أسموهم علماء الدين الى كل أمر محدث جديد  على أنه حرام ومرفوض أو أنه خداع وكذب، حتى ان البعض يقف امام كل صناعة جديدة فيقول هذه بدعة محرمة لم تكن على زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم. فعندما اخترعت السيارة قال بعضهم بحرمتها وكذلك الهاتف والإذاعة والتلفزيون والانترنت وسفن الفضاء والصعود الى القمروالهبوط عليه وقس على ذلك .

 إن الفكر السلفي يرفض بدايةً كل جديد بزعم تعارضه مع الدين، ولكن لا يلبث هؤلاء أن يتراجعوا ثم يستسلموا ثم يستخدموا هذا الجديد لأن الناس لا تقبل مقالاتهم، وترفض تحريماتهم، وتُقبل على  كل تطوير وتأخذ به وذلك بعد أن يكونوا قد أضاعوا سنوات من العمر يشغلون الناس فيها بإشكالاتهم التي لا ضرورة لها.

إن في السُّنة احاديث قيلت في وقائع معينة ، وكل حديث مقيد بواقعته إنّ أخذ النص على إطلاقه دون النظر الى الظروف التي قيل فيها والهدف المقصود منه هو الذي يؤدي الى هذا الاضطراب، ويجعل بعض الناس يعتقدون بوجود تناقض في الاحاديث النبوية ، فلو اخذنا هذا الحديث :" خير الناس قرني ..... " على عمومه وقارناه بأحاديث أخرى لظهر لنا التناقض :" مثل الحديث الخير بي وبأمتي الى يوم القيامة " أو حديث " أمتي كالغيث لا يدري أوله خير أم آخره" وهذا التناقض ليس صحيحاً لأن الأحاديث ليست مطلقة على عمومها وإنما هي مقيدة بمقاصدها التي تعرف إما من القرائن التي تحفها، أو الظروف التي قيلت فيها.

وبما أن التناقض بين الأحاديث يسقطها كما يقول علماء الحديث، وبما ان القاعدة الأصولية تقول إن إعمال الكلام اولى من اهماله، فقد وجب علينا السعي من اجل تفنيد التعارض وإعمال النصوص وذلك بإرجاع كل نص الى ظروفه ومقاصده وتقيد كل نص بقيوده.

إن الخوف من مخالفة فهم السلف والوقوف عند آرائهم التي رأوها في زمانهم ووفق معطياتهم ليس مُبْرِأً لذمة  علماء العصورالتالية، وإن واجب العالم أن يتدبر النص، وان يَدْرسه وِفق الوقائع والمعطيات المتوفرة بين يديه ويستخرج الاحكام وفقاً لما يهتدي اليه عقله متقيداً بحدود النصوص لا بفهم السلف لها، خصوصاً اذا كان هذا الفهم غير مستقيم وما توفر من علوم ووقائع واكتشافات في عصرنا الحاضر .  مع التأكيد على امتلاك أدوات الفهم ووسائله وهو امر محدد ومعروف لدى الفقهاء والعلماء ولا يكون ذلك متاحاً او مباحاً لكل دَعِيّ.

 

 السلفية والحضارة

إن قراءة التاريخ الحضاري للأمم يستفاد منه في معرفة مدى تطور الحياة الانسانية بقياس الحاضر على الماضي، والإعجاب بالتراث الانساني  ليس بابا للوقوف عنده ورده الى الواقع ، بل هوسبيل لإدراك عظمة الجهود الانسانية التي بذلت حتى وصل المجتمع البشري الى ما وصل اليه من تقدم وإبداع .

إننا نستطيع اليوم بما تيسر بين أيدينا من آلات ومعدات ووسائل أن نبني هياكل وقلاع وأهرامات أعظم مما بناه الأقدمون، هذا صحيح، ولكن عظمة ما بناه السابقون أنهم فعلوه ولم تكن لديهم تلك التقنيات التي لدينا اليوم ، وليس من الحكمة في شيء أن نعيد تجربتهم اليوم بنفس أدواتهم وأساليبهم، بل هذا هو العبث بعينه، إن العقل السليم يدعونا  لأن ننتج معرفتنا، ونعيش تجربتنا بأدواتنا ووسائلنا، وأن نطور حياتنا أكثر فأكثر  بما يكفل راحة ورفاهية وامان واستقرار الانسان المعاصر وبما يمنع عنه الأخطار والتهديدات والأمراض والفقر والفاقة.

وأن أحلام البعض بإعادة تجارب السلف هي احلام طفولية لا يقبلها المنطق السليم، وللأسف فإن باعث هذه الأحلام إنما هي روايات كاذبة او ملفقة للتاريخ، فالمجتمع الاسلامي لم يعيش يوماً الحياة المخملية المرفهة التي يتحدث عنها دعاة السلفية لتبرير دعوتهم لإعادة الخلافة الاسلامية كما كانت في السابق،  حيث يتم تصوير تلك الحياة على أنها النموذج الانساني الارقى لكل المجتمعات، ويتم إغفال أحداث جسام طبعت حياة الأمة، أو المجتمع المسلم، فيها من صور الظلم والطغيان والقتل والسحل والاغتيال ما يماثل ما شهدته كل الأمم والشعوب، ألا يكفي ذلك للدلالة على ذلك ما شهدته الأمة من احداث قاسية تعبر عن واقع رديء ، لقد قتل ثلاثةٌ من  الخلفاء الراشدين اغتيالاً وهؤلاء الخلفاء الذي جرى اغتيالهم يقال أنهم يمثلون  قمة العدالة والتقوى  والنقاء بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

الا يكفي للدلاة على تخلف المجتمع الاسلامي كل تلك الحروب التي نشبت بين المسلمين على اختلاف صورها واسبابها ابتداءً من حروب الردة الى حرب الجمل وموقعة صفين وكربلاء التي أبيد فيها أهل البيت (عليهم السلام)  الا نفراً قليلا منهم وعلى رأس الصرعى ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وأبناؤه وإخوانه.

والذين يصنفون تلك الحروب ويصفونها بأنها صراع بين الحق والباطل أو انها حروب طهر الله منها سيوفنا فَلنُطَهر منا السنتنا، يؤكدون أنها كانت حروباً يخجل منها التاريخ والحق والواقع، لقد كانت دليلاً ساطعاً على ان السلف الصالح لم يكن مقدساً بل كانوا بشراً ككل البشر، إنتابهم ما انتاب سواهم من الأمم من الخلافات والصراعات والتقاتل،  ووجد فيهم المعذبون والمرفهون والفقراء والاغنياء والظالمون والمظلومون.

إنهم يتغنون  بالماضي المجيد ويتحدثون عن استعادة مجد الامة ، ولكن أي مجد  هذا الذي يريدونه ؟ ويتحدثون عنه ؟ إنه مجد السلطة وحكم المجتمعات، مجد الغنائم والفتوحات العسكرية، مجد الامبراطورية التي أسسها المسلمون الأوائل واستمرت حتى انتهاء حكم بني عثمان في اسطنبول على يد مصطفى كمال "أتاتوك" ، إنه مجد السلطة والسيف وليس مجد الدعوة والاسلام الانساني دين الرحمة والعفو والتسامح وقبول الاخر والعيش معه بسلام.

إننا لا ننكر أبداً أنه كان للمسلمين حضارة تجسدت فيها القيم والمبادئ الأخلاقية والانسانية والانفتاح الحضاري على الأمم، وتم من خلالها نقل الكثير من التراث العالمي ومن الفنون والتقنيات ، ولكن المؤسف أيضاً أن دعاة السلفية يعتبرون ان الانفتاح على الامم ونقل تراثها من العلوم والفنون والتقنيات ، حتى العمران ، إنما هو انحلال وتفلت وغزو فكري كان يجب أن لا يتم وأن حصوله كان خطأ وتقصيراً من المسلمين .

وفي هذه الأيام لا تختلف نظرة هؤلاء الى التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب ، ويعتبرون كل اقتباس أو تقليد للاخر إنما هو تفلت وانحلال وغزو ثقافي يجب مواجهته ورفضه. ولا يجب أن نغفل عن موقف هؤلاء السلفيين من التراث الحضاري العمراني، فهم يريدون تدمير وإزالة كل معلم تراثي سواء كان دينياً او غير ديني، فكم دمروا خلال سيطرتهم على بلاد المسلمين من المساجد والمقامات الاسلامية وكيف فعلوا بالتراث الاسلامي العمراني في مكة والمدينة المنورة حيث لم يبقوا فيها شيء تاريخي اللهم الا البيت العتيق، وقبر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، وكم فعلوا من تدمير في العراق والشام واليمن حديثاً .

 

وهم لا يخفون رغبتهم  بالتخلص من قبر النبي ، صلى الله عليه وسلم، كما تخلصوا من سواه وهم يريدون تدمير أهرامات مصروالمعابد القديمة فيها كما حاولوا تدمير تماثيل بوذا في باميان بأفغانستان بزعم أنها أصنام تعبد من دون الله.

إن الطروحات والممارسات السلفية الت أطلقتها ومارستها ما يسمى بالجماعات الارهابية التكفيرية، من قتل شنيع وتدمير فظيع، وتهديد صريح للقيم الانسانية والدعوة الى مواجهة العالم بالعنف والشدة، قد أثرت سلباً على الإسلام حيث جرى تحميل الإسلام  مسؤولية الممارسات الشاذة والدعوات الفاسدة، وصارت صفة الإرهاب هي الصفة التي يحملها الآخرون عن الاسلام مما أدى الى ابتعاد الناس  عن الاسلام ورفضه من قبل غير المسلمين ، والى انكفاء الكثير من المسلمين عن منهج التدين بسبب الصورة التي كونها لديهم اتباع السلفية عن الإسلام.

 إن السلفية التكفيرية او الجهادية كما يحلو للبعض أن  يسميها ، قد أخرجت الإسلام من المنافسة على بناء مستقبل الإنسانية لمئة سنة على الأقل وان واجب المسلمين سيكون الدفاع عن قيم الإسلام وإزالة ما لحق بها من ضرر بسبب تلك الفئة الباغية وما قامت به من ممارسات وقدمت من طروحات.

ولن تنحصر الأضرار بما هو حاصل حتى اليوم، بل اعتقد انها ستتفاعل مستقبلاً وتؤثر كثيراً على وحدة المجتمع الإسلامي وكياناته السياسية حتى تنحسر تلك الفئة وتزول أثارها. وهذا سيحصل حتماً بإذن الله، إذ أن الفكر السلفي الذي وجد في بعض حكام الخليج وامرائه من يقدم له الدعم والمؤازرة بالمال والسلاح، هو فكر غير قابل للحياة في الظروف الطبيعية، فهو فكر يرفض كل تطور ويعادي كل ما عداه، وهو فكر مناقض للحضارة ويتجلى هذا التناقض في كثير من مواقفهم، ونذكر منها رفضهم أن تقود المرأة السيارة ويسوقون لذلك من الحجج ما يندى لذكره جبين الإنسانية.

 

خاتمة

ليست السلفية حكراً على دين معين ولا أمة معينة ، أنها ظاهرة تنتاب المجتمعات الانسانية بشكل عام، وتمثل رغبة في الانكفاء والعزلة بسبب الشعور بالخوف من تأثير  تطور العلاقات المجتمعية على الأفكار التي قامت عليها الأديان والمجتمعات وأفكارها وقيمها، فالسلفية هي حالة دفاعية سلبية  عن القيم وليست حالة هجومية، لذلك نجد أن معظم بل كل الحركات والدعوات السلفية تمارس حالة من الإنغلاق عن الآخر، أي آخر، ومن اجل الحفاظ على نقاء الحركة السلفية تلجأ الى أقصى حدود  رفض الآخر  وترزيله وهو رميه بالكفر لقطع كل امكانية تواصل معه، هذا من ناحية .

ومن ناحية أخرى فإنها تلجأ الى اعتماد أساليب العنف المستطاع لعدم امتلاكها لمنطق وحجية الحوار، والسلفية الإسلامية لا سيما الجهادية منها ترى أن ما مورس على المسلمين من استعلاء من قبل الأمم الاخرى بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية كان مستنداً الى القوة واعتماد العنف، لذلك لا بد لمواجهته من اعتماد نفس الأساليب والوسائل ، لكن المشكلة عند هؤلاء هي في تحديد الخصم الذي ينبغي مواجهته أولاً، فهم يرون مواجهة الأقرب أولاً قبل الانتقال لمواجهة البعيد بعد الانتصار على الأقرب، لذلك فتح هؤلاء حروبهم على المسلمين قبل غير المسلمين .

وأخيراً، فإن الفكر والمنهج السلفي باعتباره حالة دفاعية فجة وغير ناضجة لا بد ان تنتهي بالانكفاء والزوال ، ولكن لا بد من  العمل لتخفيف الأضرار الناتجة عنها ، ولا بد من مواجهتها بكل السبل لدرء أخطارها المادية والمعنوية، وفي هذه المواجهة لا بد من اعتماد سبيلين :

سبيل العلم وسبيل الردع.

تلك هي بعض مرتكزات الفكر السلفي حاولت الإضاءة عليها لعلنا نستطيع إيجاد السبل الصحيحة لمواجهتها وهي كما قلنا سبيل العلم وسبيل الردع .

أما سبيل العلم فلبيان الحجة وإقامتها عليهم وعلى سواهم، واما سبيل الردع لأنهم يعتمدون العنف والقتل والتدمير لنشر دعوتهم وإقامة سلطتهم وهذا ما يستوجب وضع حدٍ لطغيانهم.

 

المنية 11/11/2016                     المحامي الشيخ مصطفى ملص