البيان الختامي للمؤتمر الدولي التاسع والعشرين للوحدة الإسلامية
إختتم المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للوحدة الاسلامية الذي انعقد في طهران من 15 الى 17 ربيع الاول 1437 الموافق 27 الى 29 ديسمبر2015 والذي كان عنوانه "الازمات الراهنة في العالم الاسلامي " ودراسة سبل التغلب عليها .
المؤتمر وفي اليوم الختامي اصدر بيانا مهما اكد فيه ان انتشار الارهاب مخطط استعماري يراد منه تشويه صورة العالم الاسلامي واشاعة الفوضى الخلاقة لتمهيد هيمنة الاستعمار الغربي والصهيوني على مقدرات المسلمين ، معتبرا الارهاب التكفيري امتداد للارهاب الصهيوني .
واعتبر البيان ان قضية فلسطين هي القضية الاولى للمسلمين ، وتشكل الاولوية في الازمات التي تعاني منها الامة الاسلامية داعيا جميع الشعوب لنصرة الفلسطينيين والمسجد الاقصى .
ومن الازمات التي اشار اليها البيان ازمة التضليل الاعلامي وانتشار الفضائيات الفتنوية التي تحرض على المذهبية والطائفية داعيا الدول الاسلامية لاستحداث فضائيات تنشر الخطاب التقريبي والوحدوي .
وفيما يلي نص البيان :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
بفضل الله وعونه وتسديده انعقد في طهران المؤتمر التاسع والعشرون للوحدة الإسلامية لدراسة «أزمات العالم الإسلامي وسبل التغلب عليها» خلال أسبوع المولد النبوي الشريف (12 – 17) ربيع الأول وهو أسبوع الوحدة الإسلامية، واستمرّ ثلاثة أيام من (15-17) ربيع الأول 1437هـ بمشاركة أكثر من 600 شخصية من إيران و70 بلداً من بلدان العالم، وبعد أن افتتح السيد رئيس الجمهورية حجة الاسلام والمسلمين الدكتور حسن روحاني المؤتمر تلتها عدد من الكلمات، ثم انتظم المؤتمر في 14 لجنة عمل، كما تشرف المشاركون بلقاء قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) واستمعوا إلى توجيهاته، وخرج المؤتمر بالقرارات التالية:
1- يعتقد المؤتمرون أن أكبر الأزمات الراهنة في العالم الإسلامي هي تفكك بلدانه، وانعدام الثقة بين حكوماته، مما يخلق ثغرات ينفذ منها أعداء الأمة لإثارة ألوان الحروب والصراعات البينية.
2-يرى المؤتمرون أن ما يعانيه العالم الإسلامي من أعمال عنف وإرهاب وراءه تخطيط مدبّر لتشويه صورة العالم الإسلامي، ولخلق المبررات لمزيد من التدخل الأجنبي في شؤون المسلمين.
3-يرى المؤتمرون أن موجة الإرهاب التي تجتاح البلدان الإسلامية إنما هي امتداد للإرهاب الصهيوني والمخطط الأمريكي الذي يستهدف السيطرة على المسلمين بعد إعادة رسم خارطة العالم الإسلامي وتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة ثم الوصول إلى ما يسمونه بالشرق الأوسط الجديد، وأن هذه اليد التخريبية سوف لا تقتصر على تدمير هذا البلد أو ذاك، بل تريد الامتداد إلى جميع بلدان العالم بما فيها البلدان الداعمة للإرهاب.
4-قضية فلسطين هي رأس قضايا الأمة وتحتل الأولوية في الأزمات التي تعانيها الأمة، بل إن الكيان الصهيوني الغاصب هو العامل الأساس المسبب لأزمات العالم الإسلامي، ومن هنا يدعو المؤتمرون الحكومات والشعوب إلى بذل كل الاهتمام لمناصرة هذه القضية الكبرى بكل ما وسعهم من جهود، وأن لا يَدَعوا الأزمات الراهنة المفتعلة تبعدهم عن هذه الأولوية. كما يدعو المؤتمرون الفصائل الفلسطينية إلى إزالة الخلافات بينهم وتوحيد كلمتهم أمام عدوهم المشترك.
5- يشدّد المؤتمرون على خطر الدمار الشامل الذي تتعرض له بعض بلدان العالم الإسلامي خدمة لصالح الصهيونية والاستكبار العالمي وخاصة في سوريا واليمن والعراق، ويرون أن من الواجب تعبئة الامكانات وبذل الجهود لمنع تفكك هذه البلاد ومن أجل اقرار الأمن والسلام فيها.
6-يدين المؤتمرون ما تتعرض له بعض البلدان من فتن طائفية تؤدي إلى انتهاك مقدسات المسلمين وعباداتهم كالذي حدث أخيراً في نيجريا، وآذربايجان ويطالبون السلطات النيجرية بالكشف عن هوية المسببين لهذه الفتنة التي ذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى، ويطالبون الجهات المسؤولة بالكشف عن مصير المجاهد الصابر المحتسب الشيخ إبراهيم الزكزاكي عضو المجلس الاعلى لمجمع التقريب، وإعادته إلى ممارسة عمله في الدعوة والإرشاد. كما يطالبون حكومة آذربايجان لضمان حقوق الشعب الآذربايجاني والكفّ عن اية محاولة ظالمة كالذي حدث أخيراً بشأن المسلمين هناك.
7-يدعو المؤتمرون العالم الإسلامي إلى أن يتحرر قراره من الهيمنة الاستكبارية والصهيونية لتتجه طاقاته إلى التطوير والتقدم بدل إحراق هذه الطاقات في الحروب البينية وإبادة البلدان الإسلامية وتكريس التخلف في بلدان المسلمين، ويعربون عن أسفهم لما يرونه من احتراق أموال النفط الإسلامي على طريق قتل المسلمين وهدم بلدانهم، وإثارة الخلافات بينهم والتآمر على مقاومتهم.
8-يدعو المؤتمرن العلماء و أصحاب الفكر والمؤسسات الدينية في العالم الاسلامي إلى الحذر من الوقوع في مؤامراة شراء الذمم وفتنة المال والمحافظة على شخصيتهم وهويتهم، كما يحذّرون أولئك المفتين الذين يشجعون على ممارسة العنف والإرهاب والتكفير، ويدعونهم إلى أن يتقوا الله في الولوغ بدماء المسلمين وكرامتهم وأعراضهم.
9-يرى المؤتمرون أنّ السبيل الوحيد لمواجهة الأزمات الراهنة هو المقاومة الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وهذا لا يتمّ إلاّ بالتعاون بين البلدان الإسلامية حول محور المقاومة الشاملة.
10-أكد المؤتمرون أن الأزمات الاقتصادية الناشئة في العالم الإسلامي اليوم تعود في جانب منها إلى ما يقرره أصحاب رؤوس الأموال في البلدان الاستكبارية، ومن هنا فمن الضروري أن تتعاون بلدان العالم الإسلامي مع بعضها في سوق مشتركة لتفادي تلك الأزمات.
11-إن المسلمين بحاجة إلى أن يضعوا نصبَ أعينهم الأهدافَ الإسلامية الكبرى ، وأن يُعَبئوا طاقاتهم لتحقيقها وبذلك يبتعدون عن الصغائر والانحرافات الفكرية والعملية، وأهم هذه الأهداف بناء الحضارة الإسلامية الحديثة.
12-من الأزمات التي يعانيها العالم الإسلامي أزمة التضليل الإعلامي، وتفاقمت هذه الأزمة مع اتساع شبكات الاتصال والفضائيات ، وفي هذا المجال نشط أعداء الأمة لاستخدام الاعلام في إثارة الصراعات الطائفية والقومية بين المسلمين، ولذلك يرى المؤتمرون ضرورة التعاون بين البلدان الإسلامية لاستحداث فضائيات وشبكات تنشر خطاب الوحدة والتقريب وتدحض افتراءات التفرقة والتشتيت.
13-يضم المؤتمرون صوتهم إلى صوت قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي في دعوة الرأي العام الغربي عامة والشباب منهم بشكل خاص إلى الاطلاع على رسالة الإسلام وتعاليمه من مصادره الصحيحة ، ليدركوا الحقيقة التي تريد سياسة الكراهية إبعادهم عنها، كما يضمون صوتهم إلى صوت سماحته في التأكيد على أن الخطوة الأولى في توفير الأمن والاستقرار هي إصلاح الأفكار والسياسات المنتجة للعنف المتمثلة في المعايير المزدوجة التي يمارسها الغرب وهكذا في تقسيم الإرهاب إلى أنواع جيدة وأخرى سيئة وترجيح مصالح الحكومات على القيم الإنسانية والاخلاقية.
14-يرى المؤتمرون ضرورة التعاون بين المؤسسات التعليمية والبحثية وجامعات العالم الإسلامي لنشر ثقافة التقريب، وتقديم حقيقة الإسلام البعيدة عن العنف والتطرف، كما يدعو المؤتمر كل فئات الشعب من أحزاب ونقابات وقطاعات نسوية وشبابية للمشاركة الجادة في نشر هذه الثقافة كي لا تكون منحصرة في فئة خاصة، كما يدعون المهتمين بشؤون التقريب أن لا يكتفوا بالجانب النظري بل أن يسعوا إلى تنفيذ قضية التقريب في مشاريع تقريبية عملية.
15-يبارك المؤتمرون للجمهورية الإسلامية انتصارها في الملف النووي وفي ما قطعته من أشواط مشرفة في مجالات التقنية والتطوير ويدعون سائر البلدان الإسلامية إلى تطوير قدراتها التقنية والعلمية.
16-يتقدم المشاركون في المؤتمر بالشكر والتقدير للجمهورية الإسلامية الإيرانية لما تنهض به من مشروع الوحدة الاسلامية وتقريب المذاهب الإسلامية، والشكر موصول للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على إقامة هذا المؤتمر وعلى الجهود المبذولة في حسن التنظيم والإدارة وكرم الضيافة سائلين الله أن يوفق أمتنا الإسلامية لحثّ خطاها على طريق مؤسس الجمهورية الإسلامية ورافع راية الوحدة والتقريب بين المسلمين الإمام الخميني وخلفه الصالح الإمام الخامنئي مؤسس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، والمتابع لتنفيذ مشروع وحدة الأمة الإسلامية.
طهران 15-17 ربيع الأول 1437
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين