المؤتمر الدولي السابع عشر للوحدة الاسلامية / طهران ـ 1425 هجري

 

البيان الختامي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعون الله تعإلى وبمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية في ذكرى ميلاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والإمام الصادق عليه السلام، انعقد المؤتمر العالمي السابع عشر للوحدة الإسلامية بطهران من 15 - 17 ربيع الأول 1425 الموافق 5 - 7 مايو 2004م بحضور جمع غفير من العلماء والمفكرين من (30 قطراً) لدراسة قضية تهم  الأمة الإسلامية وهي (قضية الصحوة الإسلامية وآفاقها المستقبلية وترشيدها) وقد افتتح المؤتمر بكلمة قيمة من سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الهاشمي الرفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية، وتدارس المؤتمر على مدى ثلاثة أيام وفي تسع جلسات هذا الموضوع المهم وحظي المشاركون بلقاء سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) قائد الثورة الإسلامية واستمعوا إلى حديثه التوجيهي بهذه المناسبة.

وفي ختام جلساته أصدر المؤتمر القرارات و التوصيات التالية:

أولاً: ينبغي لجميع العلماء والمفكرين والقادة والمصلحين العمل الجاد والمنظم على تقوية وتعميق معالم الصحوة الإسلامية المباركة التي تشمل أبناء الأمة الإسلامية - أينما كانوا - من خلال مايلي:

أ: تفعيل دور العلماء باعتبارهم ورثة الأنبياء عليهم السلام ليقوموا بمواصلة عملية التوعية العامة بالإسلام عقيدة ونظماً ومفاهيم وتثقيف الجماهير المسلمة بواجبها تجاهه للتصدي للهجوم الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وباقي التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية .

ب السعي لتنظيم حركة الاجتهاد وفتح أبوابه والتركيز على الاجتهاد المجمعي الشامل وتحقيق التوازن المطلوب بين الأصالة والمعاصرة.

ج العمل على تعميم السنن ونشر العادات  والتقاليد الإسلامية في أرجاء العالم الإسلامي، واستبعاد كل مالايرضاه الإسلام من تقاليد وعادات وسنن جاهلية - قديمة ومستحدثة - منافية للاخلاق.

د- تقوية المؤسسات التي تهتم بقضايا المسلمين في المجالات الاجتماعية والاغاثية والتعاونية والتعليمة والثقافية والدعوية وحقوق الإنسان وغيرها.

هـ - تقوية التعاون والتواصل بين المفكرين المسلمين على المستوى الدولي لخدمة قضايا الأمة.

و العمل على تقوية وتوجيه وسائل الإعلام الإسلامية المتوفرة والارتفاع بمستواها لمواكبة التطور المعلوماتي وإيجاد مايلزم منها لتقوم بالدور الاعلامي التوعوي المطلوب.

ز دعم المقاومة الإسلامية للاحتلال في كل مكان من العالم الإسلامي.

ح السعي الجاد لتوسيع حركة الدعوة الإسلامية وتزويدها بالطاقات المعنوية والمادية اللازمة.

ثانياً: دعا المؤتمر المخلصين الواعين إلى العمل على رفع الأعراض السلبية التي قد يبتلى بها العمل الحركي الإسلامي الذي يشكل قلب الصحوة الإسلامية ومنها:

أـ التطرف فكرا وممارسة والتحرك  العشوائي بشكل لايرضاه الإسلام

ب السطحية والقشرية التي تفتقر إلى التعمق.

جـ الالتقاط والتلفيق بين الفكر الديني والأفكار الدخيلة تأثراً بفكرة مسايرة العصر بشكل مفرط.

د الانزواء والتقوقع على الذات وعدم الانفتاح على الواقع ومعرفة الزمان والتعامل الإيجابي مع الحوادث.

هـ التعصب الاعمى في كل المجالات ولاسيما في المجالات المذهبية.

و- الذوبان في العلاقات الجانبية أو الاقليمية أو غيرها ونسيان قضايا الأمة.

ز- التخلي والتفريط بالهدف نتيجة التآمر المعادي .

ح التطبيق الخاطئ للإسلام والتركيز على جزء منه وبمعزل عن الأجزاء الأخرى كتطبيق نظام العقوبات دون ملاحظة ارتباطه بالمنظومة الإسلامية الشاملة.

ط   التجزئة والتفكك والانقسام التي تبعثر الجهود .

ثالثاً: وفي مجال الآفاق المستقبلية للصحوة الإسلامية وهو مايجب رصده دائماً يرى المؤتمر أنها يجب أن تستهدف الآفاق التالية:

أـ الوصول إلى حالات متقدمة في عملية التنمية السياسية والعلمية والتقنية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية بما يتناسب والدور الحضاري الذي أراده الله لها في قوله تعإلى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) (البقرة/ 143).

ب -  الوصول إلى حالة راقية من العمل الإسلامي الدعوي المنسق .

ج تحقيق التكامل في العمل الإسلامي التعليمي بما يحقق أهداف التربية والتعليم الإسلاميين على جميع المستويات .

د الوصول إلى مستويات متقدمة من التكامل والتكافل والتآزر في المجال الاقتصادي بشكل يشمل العالم الإسلامي كله .

هـ الوصول إلى مستوى تحقيق العدالة الاجتماعية الإسلامية في مختلف مجالات حقوق الإنسان وخصوصاً في مجال حقوق المرأة وتمكينها من ممارسة  دورها  النشط  في المجتمع .

و الوصول إلى مستويات عالية من امتلاك القوة وحرية الارادة والإعداد لأمة قوية لها مكانتها المحترمة  في العالم.

ز- الوصول إلى مستوى رفيع من المساهمة الحضارية في المسيرة الإنسانية وتحقيق التعايش السلمي العالمي العادل.

ح تحقيق أرضية مناسبة للوحدة الإسلامية المطلوبة .

رابعاً: وفي مجال التخطيط الاستراتيجي لمواجهة التحديات يرى المؤتمر أنه يجب وضع الخطط المناسبة التي ترصد الآفاق المستقبلية، وتدرس الإمكانات المتوفرة، وتأخذ بعين الاعتبار حجم التحديات القائمة أو المتوقعة ومنها (ماتواجهه الأمة من مؤامرات وأنماط الهجوم، والأفكار العلمانية، والعولمة بشتى أنواعها، والتخلف وغير ذلك) وتشمل هذه الخطط من جملة ماتشمل ما يأتي:

أـ التكامل بين المؤسسات في المجالات الدعوية والإعلامية والثقافية والتعليمية.

ب التقدم في مجال تعميم ثقافة الوحدة والتقريب.

ج التوافق على المواد العامة للدستور الإسلامي العام.

د العمل على تحقيق الحدود الوسط في المجتمع الإسلامي

هـ الارتفاع بالوعي السياسي للمجتمع الإسلامي إلى مستويات عالية .

و- إنشاء المؤسسات الاقتصادية الشاملة الفعالة لتحقيق السوق الإسلامية المشتركة.

ز تقوية الأمل بالغد الإنساني العادل.

ح تشجيع الحوار بين الثقافات والأديان.

ط السعي لحذف مظاهر الفساد الخلقي ونشر الفضائل .

ي وضع الآليات المناسبة لتطبيق الاستراتيجيات التي تمت الموافقة عليها من قبل المنظمات الإسلامية الدولية.

ك تنمية الإمكانات الاستراتيجية للعالم الإسلامي.

ل الاستفادة من علوم وتجارب الآخرين.

خامساً: يرى المؤتمر ضرورة تأسيس أقسام في مختلف الجامعات الإسلامية تتخصص في الدراسات المستقبلية الطويلة الأمد لترفد مسيرة الأمة بما يوضح لها مسيرتها وترصد وتتابع عمليات التآمر على ثقافة الأمة ووجودها.

سادساً: يدين المؤتمر كل أشكال الاعتداء الصهيوني على شعبنا البطل في فلسطين ويحيى جهاد الشعب الفلسطيني البطل ويدعو لدعم هذا الجهاد بكل ما يديم انتفاضته ومقاومته وصموده ويحرر فلسطين من براثن العدو الغاصب.

سابعاً: يحيي المؤتمر المقاومة الإسلامية البطلة في فلسطين ولبنان والعراق وفي كل مكان محتل من أرضنا الإسلامية ويعلن أن التحرير والمقاومة حق مشروع للشعوب وهي تختلف عن مايسمى بـ (الإرهاب) المدان إسلامياً وإنسانياً سواء كان فردياً أو رسمياً.

ثامناً: يدين المؤتمر ما تتعرض له بعض البلدان والمجتمعات الإسلامية من ضغوط وابتزاز وتشهير وحصار وممارسة العمليات الإرهابية على أرضيها

تاسعاً: يحيى  المؤتمر جهاد الشعب الإيراني ومسؤوليه في سبيل تطبيق شرع الله في الحياة ويدين التآمر على هذه المسيرة الخيرة.

عاشراً: يشكر المؤتمر الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها الإمام الخامنئي وكذلك يشكر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على إقامة هذا المؤتمر المبارك واستضافته.