باحث اكاديمي لبناني : للشهيد سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس دور اساسي وقيادي في نشاة المقاومة

باحث اكاديمي لبناني : للشهيد سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس دور اساسي وقيادي في نشاة المقاومة

اكد أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور "طلال عتريسي، ان قائد فيلق القدس بالحرس الثوري "الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني" ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراق "الشهيد ابو مهدي المهندس"، لعبا الادوار الاساسية والقيادية في نشاة المقاومة و عملياتها و اخراج القوات الامريكية من العراق والحفاظ على كيان هذا البلد.

الاستاذ عتريسي قال ذلك، خلال كلمته في ندوة حوارية نظمها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عبر الفضاء الافتراضي، بعنوان "الشهيد سليماني – شهيد وحدة واقتدار الامة"، صباح اليوم الثلاثاء (3 كانون الثاني / يناير 2023)، الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر.

واضاف مدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية : في ذكرى احياء استشهاد القائد "سليماني"، والقائد "ابو المهدي المهندس"،  لابد ان نستعيد الادوار المهمة التي قام بها كل من هذين القائدين في ساحات المواجهة مع المشروع الحربي الامريكي، مشروع الهيمنة والاحتلال وتفتيت المنطقة عبر الاساليب و الادوات المختلفة هذا الدور تجلى بشكل بارز على مستوى العراق بتعاون هذين القائدين. 

كما اشار الى دور "الشهيدين" الهام والاساسي ايضا، في مواجة مشروع داعش بعد احتلال الموصل؛ مبينا انه كان مشروعا امريكيا غربيا بهدف تقسيم و تفتيت العراق الى دوليات وكيانات مذهبية و طائفية".

واردف : ان الدور الكبير الذي قام به الشهيد سليماني و الشهيد ابو مهدي المهندس هو في ضرب هذا المشروع و القضاء على هذا  المشروع؛ والامريكيون انفسهم قالوا بوضوح، انهم لم يتوقعوا ان تكون هناك مقاومة في العراق، و لكن هذه المقاومة حصلت.

وتابع د. عتريسي : هذا ما يجب ان يستعاد اليوم في ظل ما يواجهه العراق من التحديات والاوضاع الحالية والمشروع الذي يرمي لتفتيت هذا البلد، وانهاء هذا المشروع حفاظا على وحدة العراق وسيادته؛ اليوم العراق يتعرض لتهديات كبيرة و تحديات كبيرة و لهذا السبب نقول يجب ان نسترجع هذه التجربة، تجربة المحافظة و الدفاع و تقديم التضحية من اجل وحدة العراق . 

وعن جهود الشهيد سليماني وتضحياته خارج ساحة العراق، اوضح، ان هذا القائد لعب ادوارا كبيرة و مهمه واستراتيجية، وكان يجمع بشخصيته بين الرؤية الاستراتيجية  وبين العمل الجهادي اليومي على مستوى لبنان ومستوى فلسطين. 

واستدرك هذا الباحث اللبناني : لقد كان الشهيد سليماني يحرص بشكل اساسي على وحدة محور المقاومة، خصوصا بعد ما واجه هذا المحور تحديات كبيرة بسوريا و لبنان و فلسطين.

واوضح، ان رؤية الشهيد سليماني هي رؤية استراتيجية تقوم على هذه الوحدة، لان المشروع الحضاري الذي تحمله ايران اليوم هو مشرع وحدة الشعوب و استقلال الشعوب من الهيمنة الغربية الامريكية؛ وهذا يستدعي ان يكون محور المقاومة محورا موحدا قويا ثابتا و هذه هي رؤية  شهيد سليماني.

واضاف، ان "رؤية الشهيد سليماني لم تقتصر على الصمود وتحقيق الانتصارات و الثبات في وجه الكيان الصهيوني او قوات الاحتلال الامريكية في اكثر من مكان، وانما كان الهدف ان يبقى محور المقاومة موحدا وثابتا؛ والكل يعلم بان شهيد سليماني  بذل جهودا كثيرة في هذا المجال".

وقال عتريسي : نحن نسمع اليوم من  قلب فلسطين ومن قلب المقاومة من غزة ومن قادة المقاومة على اختلاف اتجاهاتها، حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي والفصائل الاخرى، نسمع تصريحات عن دور شهيد سليماني في تعزيز وحدة فصائل المقاومة و في تطوير عمل واساليب فصائل هذا المحور في مواجهة اي مشروع "اسرائيلي" لتصفية وضرب المقاومة.

واستطرد، انه "في المواجهة الاخيرة بين حركة الجهاد الاسلامي و جيش الاحتلال، كان شعار حركة الجهاد معبرا عن هذه الرؤية الاستراتيجية التي سميت "وحدة الساحات " و كان الكلام واضحا و صريحا عن غرفة العمليات المشتركة بين ايران الحرس ولبنان و قيادة المقاومة و فلسطين؛ هذه مرحلة متطورة و متقدمة في محور المقاومة". 

ولفت مدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، الى ان البعض، والولايات المتحدة تحيديدا، يعتقد انه بعد غياب الشهيد سليماني والتخلص من قيادة سليماني سيكون الوضع افضل بالنسبة اليهم يعني ان ولايات المتحدة و الكيان الصهيوني في مآمن؛ متسائلا، ما الذي حصل بعد غياب الشهيد سليماني؟! 

ومضى الى القول : اولا، اطراف قادة المقاومة، وبشهادة قادة الكيان الصهيوني خصوصا، في فلسطين ولبنان هم في وضع افضل و العدو لايستطيع اليوم القضاء على المقاومة في فلسطين؛ مبينا ان "المقاومة الفلسطينية لم تعد منحصرة في غزة، بل اصبحت في الضفة و في اراضي 48، وهذه ثمرة الجهود التي بذلها الشهيد سليماني". 

واوضح الاكاديمي اللبناني : الكيان الصهيوني لايستطيع ان يشن الحرب على لبنان اليوم، بل هو يحسب الف حساب،  ولا يستطيع ان يفكر في شن الحرب على ايران رغم كل التصريحات التي يقولها بين حين واخر، اذا عندما نقوم بعملية مقارنة بعد هذه الخسارة الكبيرة التي شعر بها محور المقاومة، سنرى في الحسابات ومراقبة الاوضاع الميدانية والرؤى استنادا الى اقوال لاطراف الاخرى المعادية لمحور المقاومة، بان اوضاع امريكا اليوم و باعتراف المحللين الامريكين لم تعد كما كانت في السابق، وليست امريكا القوة الوحيدة في العالم اليوم، والتعدد بدا مع حرب الغرب كله ضد روسيا؛ مؤكدا بان "هذه مسئلة اساسية مهمة على مستوى دولي و استراتيجي". 

وحول دور الشهيد سليماني في فلسطين، اشار الاستاذ عتريسي، بان ثمار جهاد هذا القائد اينعت في توحيد فصائل المقاومة داخل فلسطين لتعمل في غرفة عمليات مشتركة؛ حيث ان العدو الصهيوني بات يشعر انه عاجز في القضاء على المقاومة داخل فلسطين، والمستوطنين يشعرون بكل وضوح ان هذا الكيان اليوم لم يعد آمنا لهم وعليهم ان يفكروا في مغادرة هذا الكيان.

واردف : لقد اصبح واقعيا من خلال تصريحات قادة عسكريين و سياسين وامنيين، بان الكيان  الصهيوني لايستطيع ان يستمر و يعيش طويلاً؛ يكفي ان نقرا ما يحصل اليوم  على المستوى الدولي والكيان "الاسرائيلي"، على مستوى محور المقاومة، لنرى وحدة هذا المحور  و قدارت  هذا المحور، لذلك نستطيع ان نقول بان غياب الشهيد سليماني، هذا الغياب الصعب الذي لا يعوض بهذه السهولة، لكن نستطيع ان نرى ثمار هذه التضحية، و تراها قوى وشعوب محور المقاومة ، حيث ان الوضع يتقدم بفضل هذه الجهود وان هذه الدماء لم تذهب هدر ، كما كان يزعم الامريكي وحلفاؤه. 

وختم الدكتور عتريسي : ان مشروع الشهيد سليماني في وحدة محور المقاومة واضعاف وانهاء نفوذ الغرب وزالة الكيان الصيوني، بات اليوم اكثر وضوحا و يستطيع الناس ان يلحظوا هذا الامر بشكل ملموس.