الإمام الخامنئي يستقبل عدداً من المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية يوم الأحد 20/02/2011 م عدداً من الشخصيات و المفكرين الإسلامين المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية الرابع و العشرين، و اعتبر الظروف الراهنة التي يمرّ بها العالم الإسلامي مقطعاً تاريخياً و حساساً جداً مؤكداً: المعرفة الصحيحة لهذا المقطع الحساس، و تقوية الإيمان الديني لدى الجماهير، و صيانة الوحدة، و عدم الفزع من الهيمنة الأمريكية، و حسن الظن بالوعد الإلهي بالنصر هي الممهدات لنجاح و انتصار الحركة المليونية النادرة النظير في العالم الإسلامي.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية في شرحه لأهمية الظروف الراهنة في العالم الإسلامي: السبب في أهمية الظرف التاريخي الحالي هو أنه لو عرف و تم توجيهه بشكل صحيح فسوف تُعالج مشكلات العالم الإسلامي، أما إذا لم يعرف و لم يوظف بصورة صحيحة فسوف يؤدي إلى مشكلات جديدة للعالم الإسلامي.
و اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي التواجد الجماهيري المليوني في الساحة في الظروف الحالية في العالم الإسلامية منقطع النظير و أضاف قائلاً: انتصار الثورة الإسلامية في إيران أيضاً كان رهناً بالتواجد المليوني للجماهير، و مثل هذا التواجد المليوني غير متاح من دون الإيمان الديني.
كما عدّ سماحته تواجد الشعب في الساحة إلى حين تحقيق النتيجة النهائية، و كذلك الحفاظ على النتيجة عاملين مهمين آخرين إلى جانب التواجد و المشاركة المليونية للجماهير، مردفاً: يحاول الأعداء إظهار الحركة الشعبية في مصر و تونس و سائر مناطق العالم الإسلامي على أنها غير إسلامية، بينما لا شك أن هذه الحركة الشعبية إسلامية و يجب تعزيزها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أمريكا المشكلة الرئيسية للعالم الإسلامي مؤكداً: يجب إزاحة هذه المشكلة عن العالم الإسلامي و إضعاف أمريكا، و السبيل الوحيد لذلك هو الأمل بالله و حسن الظن بالوعد الإلهي.
و أكد آية الله العظمى الخامنئي على أن أحداث صدر الإسلام لوحة جد فنية و معقدة لظروف الأمة الإسلامية المختلفة إلى يومنا هذا، و أشار إلى ظروف المسلمين في حرب الأحزاب مضيفاً: كما أن البعض فزعوا من قوة الأعداء في حرب الأحزاب، بينما وقف البعض الآخر بوجه الأعداء محسنين الظن بوعد الله بالنصر، كذلك اليوم يفزع البعض من هيمنة أمريكا و قوتها العسكرية و الدبلوماسية و الإعلامية و دعمها المالي، و يعتقدون أن من غير الممكن الوقوف بوجه أمريكا، و الحال أن الله وعد وعداً قاطعاً لينصرن من نصر دينه.
و ألمح سماحته إلى ضعف أمريكا بالمقارنة إلى السنوات المنصرمة ملفتاً: نتيجة حسن الظن بالوعد الإلهي هي الصمود و الحركة إلى الأمام، بينما نتيجة إساءة الظن بالله هي الفزع و الاستسلام أمام الأعداء.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية النجاحات و الانتصارات الملحوظة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأعوام الثلاثة و الثلاثين الماضية نتيجة حسن الظن بالوعد الإلهي مؤكداً: فضلاً عن سحق الحظر الاقتصادي و الانتصار في الحرب المفروضة طيلة ثمانية أعوام، فقد حقق الشعب الإيراني الآن تقدماً ملحوظاً في مجال العلم و التقنية، و التقنية النووية نموذج من ذلك.
و عدّ آية الله العظمى الخامنئي التقدم العلمي لإيران و خاصة في مجال التقنية النووية منوطاً بالسعي و الجهاد العلمي للعلماء الشباب المؤمنين المخلصين مضيفاً: تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم كل الضغوط من معالجة موضوع الطاقة النووية و التقدم به إلى الأمام.
و أكد سماحته: لم يعد لضجيج الغربيين من تأثير لأنهم متأخرون عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و مرور الوقت لصالح إيران.
و أكد الإمام الخامنئي على أن التجربة الناجحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجربة لكل البلدان الإسلامية مردفاً: الشعب المصري، و هو شعب فاهم و له سوابق إسلامية متألقة، متواجد في الساحة حالياً، و ينبغي الحذر من أن يحرف الأعداء حركة الشعب، و يأتوا بشخص تابع للنظام المصري الفرعوني إلى السلطة في مصر.
و اعتبر آية الله العظمى الخامنئي الحفاظ على حركة الشعب المصري من واجب الشعب و العلماء و المفكرين و الشخصيات الكبرى في مصر بالدرجة الأولى، و من ثم جميع الأمة الإسلامية، موضحاً: شعور الشعوب الإسلامية بالواجب حيال بعضها أهم آثار الوحدة الإسلامية.
و أكد سماحته على أن بث الخلافات بين المسلمين و إثارة موضوع الشيعة و السنة من مؤامرات الأعداء التي يجب الانتصار عليها مضيفاً: الحركة الحالية في العالم الإسلامي ستتقدم إلى الأمام، و نحن مؤمنون بالوعد الإلهي و واثقون بأن الله سيعين المؤمنين.
في بداية هذا اللقاء ألقى العلامة الشيخ أحمد الخيلي المفتي العام في عمان، و جعفر عبد السلام الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، و منير شفيق وزير الثقافة الأردني السابق، و كمال هلباوي من زعماء حركة الأخوان المسلمين في مصر، و محيي الدين كبيري الأمين العام للحزب الإسلامي في طاجيكستان، و نبيل سليمان مستشار وزير الأوقاف السوري، و عبد الرحيم عمر رئيس المجلس الاستشاري في السودان، و الشيخ أحمد الزين رئيس تجمع العلماء المسلمين في لبنان، و الشيخ خالد ملا من علماء أهل السنة في العراق، و الشيخ مصطفى سريچ المفتي الأعظم في البوسنة، و الشيخ بلال سعيد شعبان رئيس حركة التوحيد في لبنان، ألقوا كلمات عرضوا فيها آراءهم حول قضايا العالم الإسلامي.
و قد أكد هؤلاء العلماء و المفكرين في كلماتهم على ضرورة تعزيز الوحدة الإسلامية معتبرين الظروف الراهنة في العالم الإسلامي تاريخية و مهمة للغاية مشددين: الحركة الشعبية المليونية في العالم الإسلامي، خاصة في مصر و سائر البلدان، انعكاس لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني (رض) برز الآن بعد مضي ثلاثين عاماً.
و أشار العلماء و المفكرون الإسلاميون كذلك إلى دور الجمهورية الإسلامية و مكانتها في العالم الإسلامي و تقدمها العلمي الملحوظ موضحين: التطورات الحالية في العالم الإسلامي تمهيد قطعي لظهور أقطاب إسلامية جديدة إلى جانب القوة الإيرانية الكبرى، و هذا الواقع سيغير المعادلات العالمية.
كما ألقى آية الله الشيخ التسخيري رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية كلمة أشار فيها إلى إقامة مؤتمر الوحدة الإسلامية الرابع و العشرين قائلاً: جزء من ورقة عمل هذا المؤتمر دراسة السبل النظرية و العملية للتقريب بين المذاهب الإسلامية، و الجزء الآخر من نقاشات مؤتمر الوحدة الإسلامية دار حول دراسة التطورات الأخيرة في العالم الإسلامي.
و أضاف: شارك في مؤتمر الوحدة الإسلامية الرابع و العشرين أربعمائة مفكر إسلامي من داخل البلاد و خارجها.