أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الإثنين: 2019/2/25) الرئيس السوري السيد بشار الأسد، أن رمز انتصار سوريا وهزيمة اميركا ومرتزقتها في المنطقة يكمن في صمود القيادة والشعب السوري وتمسكهم بالمقاومة، وشدد على ضرورة توخي الحذر حيال المؤامرات في المرحلة المقبلة، وقال سماحته: إن الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر مساعدة الحكومة والشعب السوري مساعدة لحركة وتيار المقاومة، وتفتخر بذلك من صميم القلب.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي الى وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب الشعب والحكومة السورية منذ بداية الازمة، وقال: إستطاعت سوريا بصمودها والتفاف شعبها أن تنتصر في مواجهة تحالف اميركا واوروبا وحلفائهما في المنطقة.
واضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان انتصار تيار المقاومة في سوريا، أثار غضب الأميركيين ومحاولاتهم لحياكة مؤامرات جديدة، وأشار سماحته الى انموذج في هذا المجال وقال: إن قضية المنطقة العازلة التي تحاول اميركا إيجادها في سوريا، هي من بين هذه المؤامرات الخطيرة والتي يجب رفضها بشكل قاطع، والتصدي لها.
واعتبر سماحته أن خطة الاميركان للتواجد المؤثر في الحدود بين العراق وسوريا، انمودجاً آخر من هذه المخططات التآمرية، وأضاف: ان ايران وسوريا تشكلال عمقا استراتيجيا لبعضهما البعض، وان هوية وقوة تيار المقاومة رهن بهذا التواصل المستمر والاستراتيجي، واستنادا الى ذلك فان الاعداء لن يستطيعوا تمرير مخططاتهم.
ولفت قائد الثورة الإسلامية المعظم الى الخطأ الذي إرتكبه الاعداء في حساباتهم بشأن سوريا واضاف: ان خطأ الاعداء تمثل في أنهم تصوروا بأن سوريا هي مثل بعض الدول العربية، في حين ان الحركة الشعبية في تلك الدول هي باتجاه المقاومة وفي الحقيقة كانت ثورة ضد امريكا وعملائها.
كما دعا سماحته الى تعزيز التواصل الديني وتبادل الزيارات بين علماء الدين الايرانيين والسوريين، مؤكدا على ضرورة المحافظة على روح الصمود وتعزيز قدرات الحكومة والشعب السوري، وقال مخاطبا الرئيس السوري: ان الصمود الذي أبديتموه، حوّلكم الى بطل على صعيد العالم العربي، وبواسطتكم تعززت قدرات المقاومة وسمعتها في المنطقة.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن الجمهورية الاسلامية الايرانية وكما في السابق ستبقى الى جانب الشعب السوري، لانها تعتبر هذا العمل بأنه بمثابة مساعدة لتيار ومحور المقاومة، وتؤمن من صميم قلبها بان دعم المقاومة يعد مفخرة لها.
كما دعا سماحته في هذا اللقاء بالتوفيق والنجاح للشعب السوري وبالصحة والعافية للرئيس الاسد وعائلته.
وخلال هذا اللقاء، هنأ الرئیس السوری بشار الاسد، سماحة قائد الثورة الاسلامیة المعظم والشعب الإیراني بالذكري الأربعین لانتصار الثورة الإسلامیة في ایران، مؤكدا ان هذه الثورة شكلت على مدى العقود الأربعة الماضیة انموذجا یحتذى في بناء الدولة القویة القادرة على تحقیق مصالح شعبها والمحصنة ضد التدخلات الخارجیة بمختلف أشكالها، والمبدئیة في وقوفها إلى جانب شعوب المنطقة وقضایاها العادلة.
وقال الرئيس الاسد: ان العلاقات الأخویة الراسخة التي تجمع بین شعبي ایران وسوریا كانت العامل الرئیسي في صمود البلدین أمام مخططات الدول المعادیة.
وأعرب الرئیس السوري عن تقدیره للدعم المفتوح الذي قدمته الجمهوریة الاسلامیة لسوریا، وشبّه الحرب على بلاده بالحرب التي فرضت على ایران طیلة ثماني سنوات، مهنئاً سماحة قائد الثورة والشعب الایراني بالنصر الذي تحقق في سوریا.
وأشار الرئيس بشار الاسد الى بعض التحلیلات التي كانت تزعم بأن أمر سوریا قد إنتهى، وقال: ان الشعبین الایراني والسوري یتمیّزان بهویة وعقیدة راسخة، وان الانجازات الیوم ورغم انها حصلت بمشقة وأضرار، لكنها كانت ثمرة الصمود الى جانب جبهة المقاومة.
ولفت الرئیس السوري إلى أن تحقیق مصالح شعوب المنطقة یتطلب من حكوماتها الكف عن الانصیاع إلى إرادة بعض الدول الغربیة، وعلى رأسها أمیركا، وانتهاج سیاسات متوازنة تقوم على احترام سیادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، خاصة وأن التجارب أثبتت بأن الخضوع وتنفیذ إملاءات الغیر، تكون نتائجه أسوأ بكثیر من أن تكون الدول سیدة قرارها.
وتطرق الرئيس الاسد الى نماذج من محاولات امیركا وحلفائها الاقلیمیین في بثّ الفرقة بین القومیات والطوائف في سوریا، وأضاف : إن سیاسة التصعید ومحاولة نشر الفوضى التي تنتهجها بعض الدول الغربیة، وخاصة ضد سوریة وإیران، لن تنجح في ثني البلدین عن الاستمرار في الدفاع عن مصالح شعبیهما ودعم قضایا المنطقة وحقوقها العادلة.
وتابع الرئيس السوري: ان الاكراد والعشائر السورية لدیهم علاقات جیدة مع الحكومة، حتى ان بعض الجماعات التي سبق وأن كانت معارضة للحكومة واشتبكت معها، أصبحت تؤید الحكومة وتخالف الرؤیة الامیركیة والسعودیة.
ورأى الرئیس السوري تعزیز العلاقات الدینیة من قبیل التواصل بین علماء الدین في سوریا وایران، بأنه یُشكل فرصة هامة لمواجهة التیارات التكفیریة، داعیا الى تطویر العلاقات الاقتصادیة بین البلدین بهدف إحباط مؤامرات أعداء الشعبین الایراني والسوري.