ـ(52)ـ
الحوارات وتشكيل الندوات لتدارس نقاط الخلاف، ولابد من تناسي الخلافات المذهبية وكتمانها فيما لو ظهر من أعداء الإسلام أي تحرك للعب على وترها.
ومن الخطوات العملية في مجال التقريب ولم الشمل إزالة الحاجزالنفسي المصطنع الذي وضعه أعداؤنا بين أتباع الفرق والمذاهب المختلفة، وهذا الأمر له أهمية كبرى للوصول إلى الصورة الحقيقية والرؤية الصحيحة لبعضنا البعض. فإن البعد والجفاء يترك أسوء الأثر على النفوس ويزرع الضغائن والأحقاد، وبالتالي يمهد الطريق لمثيري الفتن والنزاعات.
فنحن ندعو المجاميع العلمية والحوزات والمعاهد عند المذاهب الإسلاميّة كافة أن تنفتح على بعضها، وتضع حداً لهذا الانغلاق على النفس، نحن ندعو علماء المذاهب والفرق الإسلاميّة لزيارة حوزاتنا العلمية ومعاهدنا وحضور الندوات والمباحثات العلمية، لا نقصد الزيارات الرسمية والدبلوماسية، وإنّما نعني الزيارات الاستطلاعية العلمية المفتوحة، وبالمقابل نأمل أن يقوم علماء ومفكروا الشيعة بزيارات مماثلة باتجاه المذاهب الأخرى.
الجامعات والمؤسسات العلمية بإمكانها أيضاً أن تؤدي دوراً فعالاً في هذا المجال وذلك بافتتاح أقسام خاصة لدراسة المذاهب الإسلاميّة شرط أن يعهد إلى أساتذة كفوئين من كلّ مذهب إسلامي لتدريس مذهبهم.
لماذا يضع كلّ فريق سداً فولاذياً أمام النتاجات الفكرية للفريق الآخر، ولا تدرس إلاّ بخلفية البحث عن العيوب والثغرات، إذا كنا نريد الحفاظ على نقاوة الفكر وصفائه فلابد من إطلاق عنانه وإعطائه حريته.
لا يفوتنا أن نسجل أسفنا لما يعانيه الكتاب الشيعي في العديد من البلاد الإسلاميّة من حصار وحظر فإن البعض يضع الكتاب الشيعي في لائحة الكتب الممنوعة، ويتعامل معها أسوأ مما يتعامل مع كتب الكفر والضلال.